- قال المخرج على رجب: إن فيلمه يفجر الكثير من القنابل الموقوتة ويطرح قضية شديدة الحساسية، وأن الهدف الذى سعى صناع هذا الفيلم إلى تحقيقه هو بث الحياة من جديد فى جسد صناعة السينما التى كادت أن تتوقف.
■
كيف بدأ الفيلم كفكرة وتنفيذه خلال فترة مليئة بالتوتر السياسى والاقتصادى؟
- بعد ثورة يناير توقفت كل الكيانات الإنتاجية الكبيرة عن الإنتاج وفجأة وجدنا الصناعة تحتضر، وكانت ستتحول إلى سبة فى جبين كل السينمائيين الحاليين ففى كل الثورات والتحولات الكبيرة من ثورات سابقة وحروب حتى فى ثورة 52 وفى نكسة 67 وأثناء حرب الخليج لم تتوقف عجلة السينما منذ أيام آسيا ومارى كوين وعزيزة أمير وبهيجة حافظ، وكانت تقوم على جهود فردية وذاتية وكان التحدى الأساسى أمامنا أن ننزل للسوق لنعمل وندير عجلة الإنتاج بغض النظر عن جودة الفيلم أو مستواه، وبغض النظر عن النتائج، وبمجرد أن تعاقدنا على الفيلم ونزلنا أول أيام التصوير تشجع منتجون مثل محمد وأحمد السبكى وصورا عدة أفلام فى حين توقف أصحاب كيانات كبيرة عن الإنتاج وحتى الآن لم يغامروا بالنزول.
وجذبنى بشدة أن الفكرة تطرح ضحايا لمجتمع فقير بائس ملىء بالظلم الذى وصل لدرجة الإهانة من خلال فتيات الريكلام فأنا والمؤلف تعاطفنا معهن جداً، لأن الاتجاة لتلك المهنة وهذا المستنقع أمر لا يتدخل فيه الهوى بل يتم الدفع للسقوط فيه.. وكنت أعلم حجم الخطورة التى سنتعرض لها فنحن نصور والتيارات الدينية تطرح نفسها بالانتخابات، وكنت أدرك أن هناك تحولات جذرية ربما ستحدث قريباً، ولم أخش كل ذلك لأنى أقدم فيلماً سينمائياً هادفاً ليست قضيته الجنس، ولذلك لا أقبل أن يتم تصنيفه بشكل أخلاقى أو محاكمته بتلك الطريقة فلا يوجد فيه مشهد واحد تخجل منه الأسرة المصرية، وكل ما يهمنى طرحه فى الفيلم كيف تقع الفتاة ضحية فى هذا الطريق وما الذى يجبرها عليه وما هى نهايتها.
■ ولكن الفيلم مزدحم بالشخصيات؟
- أعرف أن الفيلم يصلح لأن يكون أربعة أفلام وليس فيلماً واحداً وأن هناك أحداثاً وشخصيات كثيرة وكذلك المحاور والخطوط الدرامية وهذا مقصود حتى يفهم الناس تفاصيل دقيقة ومقنعة عن سر كل فتاة وتحولها للريكلام.
■ نهاية الشخصيات الأربع جاءت دون أن تحمل بارقة أمل.. ألا ترى أن حجم المليودراما مفزع بالفيلم؟
- الواقع ملىء بما هو أفظع من أحداث الفيلم وهناك قصص أبشع بكثير مثل زنى المحارم وما إلى ذلك، لكنى رفضت الخوض فى هذه الأمور حتى لا يكون الموضوع أشد سواداً.. وبالعكس خففت بعض القصص حتى لا تبدو مبالغاً فيها رغم أن القصة الحقيقة بشعة، وربما لن تصدق عندما تعرض على الشاشة.. وطبعا كان يجب عرض كل الظروف القاتمة التى أدت بالفتيات لهذا الطريق، وفى الوقت نفسه عرض النهايات بلا رحمة حتى تكره أى فتاة هذا الطريق فالفيلم به رسالة واحدة ملخصها موجه لأى فتاة، وهو «احذرى هذا الطريق واكرهيه حتى لو كان آخر طريق أمامك».
■ قدمت عدداً كبيراً جداً من الوجوه الجديدة فكيف تم اختيارهم.. وألا تعتبرها مجازفة؟
- فعلا هناك عدد كبير من الممثلين الجدد والوجوه التى تظهر لأول مرة على الشاشة وقد اخترت بعضهم من معهد الفنون المسرحية والبعض الآخر من أعمال رأيت أداءهم فيها، ووجدت أن الفيلم يسمح بذلك.
■ أعدت اكتشاف عدد من الممثلين فى أدوار مفاجأة وغريبة عليهم مثل علا رامى التى قامت بدور القوادة وأيضا صبرى فواز؟
- فعلا كانت علا رامى من أهم مفاجآت الفيلم فى دور «ليالى» القوادة، وقد كانت مرشحة لدور آخر لكنها فاجأتنا باختيار هذا الدور، وفى أول يوم تصوير قلت لها سيكون الموضوع صعباً، فتلك المرأة لها شكل معين وتلبس عباءات وتضع مكياجاً ثقيلاً لكنها رحبت بشدة وأصرت على خوض التجربة، وجاءت للتصوير وهى تضع مكياج الشخصية وأبهرتنا جميعا كشكل وكأداء.. وكذلك صبرى فواز الذى قدم دور طارق الرجل الثرى الذى يتعاطف مع شادية لكنه يعجز عن مساعدتها لظروف خاصة بعائلته.. وأنا كمخرج أحب أن أقدم الممثلين بشكل غير تقليدى سواء فى أدوارهم أو أشكالهم فمثلا غادة عبدالرازق كان لها مشهد وهى تدفن ابنتها وتبكى على القبر، وقد كان المشهد عبارة عن حوار طويل جداً، ولكنى فضلت أن أحذفه لأنى وجدته يتشابه مع مشهد آخر لها فى فيلم قدمته من قبل.. وتركت فقط البكاء بصمت وهى تحاول لمس القبر.
■ لماذا حذفت عدداً كبيراً من الأغانى الشعبية التى تم تصويرها بالفعل فى ديكور الكباريه الذى يتم فيه التصوير؟
- كانت هناك عدة ظروف أهمها ضرورة اختصار الفيلم.. وأيضا لأنى لا أريد أن يتشابه فيلمى مع فيلم «كباريه» الذى كان يضم عدداً كبيراً من الأغانى الشعبية وتكرار الأمر فى فيلمى سيوحى بأننى أتحدث عن الكباريه لكنى لا يهمنى على الإطلاق هذا المكان فهو مجرد مكان تنطلق منه الأحداث لا أكثر، وكل مشاهد الفيلم كانت خارج الكباريه.
■ ما حقيقة حذف الرقابة عدداً كبيراً من مشاهد الفيلم؟
- غير صحيح على الإطلاق فلم تحذف الرقابة أى مشهد بالعكس أشادت بالفيلم وتعاطفت معه جداً ومع رسالته الإنسانية.
■ وما ردك على الدعاوى القضائية التى رفعت على الفيلم وحملات المقاطعة التى انتشرت على «الفيس بوك»؟
- كنت أعلم أن المعركة ستكون قاسية وأتوقع أن المعركة ستكون أكبر فى المرحلة القادمة لكنى مقتنع أننى أقدم عملاً لا يخدش الأسرة المصرية ولا يوجد مشهد جنسى واحد فى العمل.