ليس مطلوباً منك أن تخلع حذاءك وتتركه لدى ملمع الأحذية وتجلس على مقهى قريب واضعا قدميك على قطعة كارتون فى انتظار الحذاء، فهذا المشهد القديم قد عفا عليه الزمن، وتلميع الحذاء حاليا أصبح متواكبا مع عصر التكنولوجيا الحديثة، وهو العصر الذى أصبح فيه ملمع الأحذية يعلن عن نفسه باللغة الإنجليزية، وعندما توافق على تلميع حذائك تجد نفسك جالسا على كرسى فخم أقيم على قاعدة زجاجية مزخرفة وكأنه «كرسى العرش» وأمامك على مستوى منخفض يجلس ملمع الأحذية هو الآخر على كرسى، وليس غريبا بعد ذلك أن تجد مارة يطلبون التصوير معك فى صورة تذكارية.
فى مول تجارى ملحق بفندق 5 نجوم، يبدو الوضع مختلفا، فملمع الأحذية الذى أطلق على نفسه «مستر جورج» لا يتعامل إلا مع الأثرياء، وهو لا يحتاج لافتة أو إعلاناً للترويج عن خدمته، فالكرسى الذى يضعه بين المحال والمطاعم كفيل بجذب أنظار المارة إليه، ومع ذلك فهو يعلن عن نفسه ولكن بطريقة مبتكرة.. وضع «جورج» لافتة ذات برواز خشبى على كرسى الزبائن كتب عليها باللغة الانجليزية: «مستر جورج، ملمع الأحذية»، وكتب أيضا عبارة مأثورة وهى «أول ما يلفت نظر المرأة للرجل هو نظافة حذائه» وفى النهاية كتب مواعيد العمل، وأن الحد الأدنى لسعر تلميع الحذاء20 جنيها على الأقل وكتب أيضاً رقم تليفونه الخاص.
عندما يجلس زبائن مستر جورج على الكرسى يضعون أقدامهم على صندوق خشبى آخر خصصه لوضع القدمين بطريقة مستوية تمكنه من أداء عمله بسهولة: «منذ حوالى 6 سنوات كان لى صديق مسؤول فى المول فاقترحت عليه أن نخصص مكاناً فى المول لتلميع الأحذية بشكل مختلف عن المعتاد بحيث يكون مناسباً لزوار المكان، وبالفعل، وافق على الفكرة وقمت بتصميم الكرسى وقدمته للإدارة وقاموا بتنفيذه من أجود أنواع الخشب.. وبعد تنفيذ الكرسى اخترت مكانا لوضعه فى المول وكتبت ورقة فى برواز عن مواعيد العمل وسعر تلميع الحذاء بحد أدنى 20 جنيهاً ورقم التليفون الخاص بى».
خلال السنوات الست التى قضاها مستر جورج فى المول من 11 صباحا حتى 4 عصرا، تعرض لكثير من التعليقات ولإقبال شديد من زوار المول وأصبح له زبائنه، خاصة من الأجانب والعرب: «خلال الـ6 سنوات اللى قضيتها فى المكان تعرضت لكثير من المواقف والتعليقات اللى كانت بتبين أد إيه الناس مبسوطة بالفكرة ولاقت إعجاب الزبائن جدا، وحتى الآن كل يوم بلاقى الناس تيجى تصور الكرسى أو تتصور جنبه.. وأصبح ليا زباين بيجولى مخصوص كل فترة، أما فى موسم الصيف فالإقبال بيكون شديد عليا خاصة من الأجانب والعرب».
