بعد ثورة 25 يناير قرر أهالى منطقة مصر القديمة أن يغيروا أنفسهم بأنفسهم، ويطهروا منطقتهم من السلبيات التى كانت منتشرة فيها، لاقتناعهم بأن تغيير مصر يبدأ من الثورة على النفس. اجتمع حوالى 40 شخصا من أهالى المنطقة واتفقوا على حصر السلبيات التى يعانون منها وبدء التفكير فى علاجها، وأهمها مشكلة المخدرات التى تباع علنا فى الشوارع، ومشكلة البلطجة التى يمارسها البعض.
أول خطوة فى تلك الحملة التى تهدف إلى تطهير «مصر القديمة» هى طبع بوسترات وملصقات تحث الشباب على الالتزام بالدين الإسلامى والتوقف عن بيع وشراء المخدرات والتوقف أيضا عن أعمال البلطجة، وقاموا بلصق هذه البوسترات فى كل الشوارع والحوارى والأزقة، قسم الأهالى أنفسهم إلى مجموعتين، الأولى تقوم بتصنيع اللافتات وطباعة الأوراق، والثانية تكتب الرسائل التحذيرية التى تتضمنها تلك اللافتات. لم يكتف الأهالى بذلك، وكانت خطوتهم الثانية هى مراقبة عمليتى بيع وشراء المخدرات أو تعاطيها فى الشوارع، والإبلاغ فوراً عن مرتكبى هذه الجرائم.
«رسالة من أهالى مصر القديمة: ممنوع بيع المخدرات نهائياً.. ممنوع أعمال البلطجة والمشاجرات.. ممنوع حمل السلاح» ثلاث رسائل تحذيرية ضمن الرسائل التى تضمنتها الحملة وانتشرت فى الشوارع ولاقت إقبالاً كبيراً من الأهالى، وقال محمود يوسف، أحد سكان المنطقة، إن انتشار المخدرات بشكل كبير خاصة عند منطقة المدارس، لقربها من منطقتى «بطن البقر» و«العزبة» المشهورتين بانتشار المخدرات فيهما - هو سبب التفكير فى هذه الحملة، وأضاف: «قررنا نتجمع لحل هذه المشكلة، وبدأنا بالحسنى والعلاقات الطيبة مع الشباب المعروف عنهم تعاطى المخدرات.. ورغم استجابة البعض لنا إلا أن البعض الآخر رفض فاضطررنا إلى استخدام القانون معه».