علمت «المصري اليوم» أن قيادات سلفية عقدت عدة اجتماعات خلال الأيام الماضية بمحافظة الإسكندرية لتحديد المرشح الذي ستدعمه في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وأن هذه الاجتماعات طرحت اسم الدكتور باسم خفاجى، المفكر الإسلامي، على مائدة نقاش الدعوة السلفية والهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح، التي تضم أعضاء من جماعة «الإخوان المسلمين» و«الجماعة الإسلامية» و«التبليغ والدعوة»، ليكون مرشحا للرئاسة.
وقال معتز الدهشوري، مسؤول حملة دعم الدكتور «باسم خفاجي» إن المفكر الإسلامي سيعلن ترشحه للرئاسة في مؤتمر صحفى بداية مارس المقبل، مؤكدا أن هناك اجتماعات تمت خلال الأيام الماضية بين الهيئة الشرعية وبعض مشايخ التيار السلفي، أسفرت عن تأييد «خفاجي» كمرشح للرئاسة.
فيما قالت مصادر مطلعة، رفضت ذكر اسمها، إن الاجتماعات التي عقدت ضمت المشايخ، أبو إسحاق الحويني، وياسر برهامي، وأحمد فريد، ومحمد إسماعيل المقدم، وأحمد الرفاعي، ومحمد عبد المقصود.
وأوضحت المصادر أن المشايخ اختلفوا حول حازم أبو إسماعيل، المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، حيث رفض الدكتور ياسر برهامي، والدكتور محمد عبد المقصود المرجعية الشرعية لحزبي «النور» و«الأصالة» دعم «أبو إسماعيل»، فيما طالب المشايخ الآخرون بمساندة «أبو إسماعيل».
وأضافت أن هناك جلسات أخرى جمعت «أبو إسماعيل» والشيخين محمد حسان، ومحمد حسين يعقوب، حيث أعلن «يعقوب» خلال الاجتماع دعم «أبو إسماعيل»، فيما علق «حسان» تأييده إلى بعد إغلاق باب الترشيح.
وطالب شباب حزب «النور»، قيادات الحزب بتأييد «أبو إسماعيل» في انتخابات الرئاسة، وهددوا على صفحة الحزب على موقع «فيس بوك» بسحب عضويتهم من الحزب إذا دعم «النور» مرشح غير «أبو إسماعيل»، مما دفع الحزب إلى إجراء استطلاع حول المرشح الأفضل الذي سيدعمه.
وفي سياق متصل، قال «أبو إسماعيل» إن «هناك أخبارا تتواتر عليه يوميا عن تعاظم الضغوط والاتصالات والجولات السلطوية اليومية للضغط في اختيار رئيس توافقي، فهناك تسويق لأسماء معينة وجار التنسيق لاختيارها».
وأضاف «أبو إسماعيل»، في تصريح له، الخميس، أن «تلك الخطة الهدف منها تفتيت الأصوات من أجل إفساح المجال لمرشح السلطة الحقيقي ليتقدم هو ويضيع التوافقي وغيره، وهذا لن يحدث إن شاء الله، وأن هناك ضغوطا شديدة على الأحزاب السياسية».
وتابع أن «ما يحدث ما هو إلا خطأ تاريخي، ولا شك يفتك بهذا الجيل وبالأجيال القادمة ويُضيعها جميعا».
من ناحية أخرى، ظهرت بوادر أزمة جديدة بين الطرق الصوفية وأحزابها السياسية حول أحقية أي منهم في اختيار مرشح الرئاسة لتدعيمه باسم التيار الصوفي.
وقال الشيخ طارق الرفاعي، القيادي بحزب «المصريين الأحرار»، شيخ الطريقة الرفاعية إن «الأحزاب والائتلافات المحسوبة على التيار الصوفي ليست لديها أحقية في اختيار مرشح الرئاسة لتقديمه للمجتمع الصوفي دون موافقة مشايخ الطرق الصوفية أصحاب القرار في الأمر».
ورفض عصام محيي، الأمين العام لحزب «التحرير المصري»، المنبثق عن الطرق الصوفية، إلزام القوى الصوفية من قبل الأحزاب والائتلافات بمرشح رئاسي يختاره مشايخ الطرق الصوفية، مؤكدا أن الأحزاب والائتلافات الصوفية تمتاز عن أي تيار إسلامي آخر باستقلالية.
وأضاف أن «الأحزاب الصوفية ليس لديها مرشد عام جماعة يخطط لها ويلزمها»، مؤكدا أن «سياسة إدارة الطريقة الصوفية تختلف عن الحزب المنبثق منها، وليس لشيخها سلطة على قراراتها ومبادئها»، لافتا إلى أن الحزب ناشد مشايخ الطرق الصوفية قبل اجتماعهم السبت المقبل لرأب الصدع، والاتصال بالقوى الصوفية السياسية قبل اتخاذ أي قرار خاص بشؤون السياسة من وضع دستور أو اختيار مرشح رئاسي.