يبدو أن بيت الشعر «بلادي وإن جارت عليَّ عزيزةٌ.. وأهلي وإن ضنُّوا عليَّ كرامُ»، استعطف به مبارك المحكمة في جلسة الأربعاء، فقد صاحبه، فلا أحد يعرف من هو صاحب البيت الذي قاله مبارك بالضبط، حتى إن الكثير من الأدباء وأساتذة الشعر أكدوا عدم معرفتهم بصاحب البيت.
«المصري اليوم» حاولت معرفة صاحب البيت، خاصة أن البحث على «الإنترنت» لم يقدم إجابة قاطعة، حيث نسب البيت إلى العديد من الشعراء، على رأسهم «أبو فراس الحمداني» وأحمد شوقي والشاعر اللبناني عبد المحسن الكاظمي، وكذلك ابن الرومي.
ونسبت بعض المواقع البيت إلى الشريف قتادة أبو عزيز بن إدريس، الذي كان أحد أحفاد الحسن بن علي بن أبي طالب رضى الله عنه، وقالت إنه قال هذه الأبيات عام 609 هجرية لأمير ركب الحج، حسام الدين بن أبي فراس، الذي دعاه لزيارة الخليفة في بغداد، إلا أن «قتادة» قال له: سأنظر في ذلك ثم أسمعك الجواب شعرًا.
وكان قتادة في عام 608 هجرية، أخذ الحُجاج العراقيين وقتل منهم من قتل، بسبب مقتل ابن عمه على يد شخص يُدعى الحسيني، من حُجاج العراق، فلما سمع «قتادة» بذلك قال: «ما كان المقصود إلا أنا وأقسم ألا يبقى من الحُجاج العراقيين أحد».
فرد «قتادة» على أمير الركب، الذي طلب منه الذهاب إلى بغداد، وقال له شعرًا: «بلادي وإن هانت عليَّ عزيزةٌ.. ولو أنني أعرى بها وأجوع».
من جانبه قال الدكتور مدحت الجيار، أستاذ اللغة العربية بآداب الزقازيق، إن البيت من الأبيات الشعرية الشهيرة المتوارثة، مؤكدا أن البيت «ليس لشاعر مصري، أو لشاعر من شعراء العصر القديم المشهورين»، لافتا إلى أنه «ربما يكون بيت شعر لشاعر مغمور من شعراء البيت الواحد أو ربما يكون أحد شطريه لشاعر، وشطره الثاني لشاعر آخر».
فيما استبعد الدكتور عبد اللطيف عبد الحليم، أستاذ الشعر العربي بكلية دار العلوم، أن يكون قائل البيت الشاعر أحمد شوقي، كما شكك في أن يكون «أبو فراس الحمداني».