كان الموسيقار عبدالوهاب يهرب من الكتّاب الملحق بجامع سيدى الشعرانى بباب الشعرية، الذى ألحقه به أبوه ليؤهله للالتحاق بالأزهر، وكان عبدالوهاب يهرب لتعلقه بالغناء ويقتفى أثر حفلات كبار شيوخ الغناء فى الموالد والأفراح أمثال الشيخ سلامة حجازى وعبدالحى حلمى وصالح عبدالحى، وبعد ذلك قابل عبدالوهاب الفنان فوزى الجزايرلى صاحب فرقة مسرحية بالحسين الذى وافق على عمله معه كمطرب يغنى بين فصول المسرحيات التى تقدمها فرقته مقابل خمسة قروش كل ليلة، فكان هذا هو الاكتشاف الأول لعبد الوهاب على يد الجزايرلى، وفى 1939 كان للجزايرلى الفضل فى اكتشاف إسماعيل ياسين سينمائيا عندما اختاره ليشترك فى فيلم «خلف الحبايب» فكان أول ظهور سينمائى لإسماعيل ياسين الذى قام بدور ثان بعد ذلك فى فيلمى «على بابا والأربعين حرامى» و«نور الدين والبحارة الثلاثة» ليبدأ انطلاقته السينمائية، كما واصل الجزايرلى اكتشافه للكثيرين بعد ذلك، ونذكر بسيرته التى تقول إنه مولود فى الإسكندرية فى 21 يوليو 1886 وعمل فى المسرح حيث برع فى تجسيد شخصية بحبح الكوميدية، وكون ثنائيا مع ابنته إحسان الجزايرلى وكون فرقة بالقاهرة فى 1917 وقدم الكثير من العروض، ومن أعماله الأخرى المندوبان والدكتور فرحات والبحار والمعلم بحبح وأبوظريفة وليلة فى العمر ومبروك وبحبح باشا وخلف الحبايب والباشمقاول والفرسان التلاتة والستات فى خطر وبحبح فى بغداد والقرش الأبيض، إلى أن توفى فى مثل هذا اليوم 23 فبراير 1947.