حذر الدكتور محمد مرسي، رئيس الجمهورية، ممن اعتبرهم «يعوقون مسيرة التقدم الديمقراطي في مصر»، وقال إنه إذا رأى أن هناك من يعوق الانتقال الديمقراطي والشرعية الدستورية ومن يسعى لأن يعود بالوطن إلى ما كان عليه قبل الثورة، «من بعض القلة التي أنا مسؤول عنها أمام الدستور والقانون»، فسيعود إلى الشعب ليصارحه بذلك، مؤكدا أن الشعب هو الأصل وأن الثورة مستمرة والأعين يجب أن تبقى مفتوحة.
وأضاف في لقائه، الجمعة، وأهالي الأقصر بقاعة المؤتمرات بالأقصر، أنه يجب أن تحترم إرادة المصريين من كل الفئات، وعندما نرى خطأ ننبه إليه، مشددًا على أنه لا يمكن أن يكون التعبير عن الرأي بتعطيل الإنتاج، وأن يكون النقد عن طريق طعن الثورة والتجريح فيها ورفض إرادة الشعب، مطالبًا المصريين بالصبر، رغم اعترافه بحاجة الناس وفقرهم وعوزهم.
وقال مرسي: «الأمة التي تمتلك غذاءها وإنتاجها تمتلك إرادتها»، مشيرا إلى أن الثورة لم تكن ثورة جياع بل ثورة رجال لتغيير مفهوم الحكم، وأضاف: «أنا كأحد أبناء الثورة ولست قائمًا عليها ولا صاحبها، أؤكد أنه لا يوجد في مصر بيت واحد لم يشارك في الثورة، وأن هذه الثورة قامت ومستمرة وهو يريدها كذلك».
وتابع أن هذه الثورة هي ثورة فعل وعمل وإنتاج، ولا يمكن أن تستمر الثورة بآلية الوقوف في الميدان، وهو كان مطلوبًا ويمكن أن يكون أحيانًا، مشيرًا إلى أنه سيسعى بكل قوة لتحقيق كل أهداف الثورة، ولتتحول مصر من مفهوم الشرعية الثورية إلى الشرعية الدستورية وأن يحدث انتقال السلطة عبر انتخابات حرة ونزيهة، لافتًا إلى أن الشريعة الإسلامية هي المصدر الأساسي للتشريع والدولة المدنية في مصر تقوم على أساس المواطنة والجميع متساوون أمام القانون.
وأكد أن مصر فيها خير كثير، وأهدرت مواردها كثيرًا، والآن أمامها فرصة وموارد وظروف ومناخ طيب، مطالبًا بتحويل الكلام إلى فعل، لأنه لا يمكن لمصر أن تعود للوراء، ولابد من تحقيق مصر القوية المستقرة الآمنة.
وألقى الرئيس كلمة مليئة بالآيات القرآنية والعظات، تحدث فيها عن فضل شهر رمضان يوم الجمعة، وقال «من حسن الطالع أن اليوم يوم الجمعة الموافق 15 رمضان، وفي يوم الجمعة توجد ساعة إجابة، وكثير من الفقهاء يقولون إنها الساعة المقتربة من صلاة العصر»، داعيًا المصريين إلى أن يحبوا بعضهم بعضًا، وأضاف: «اللهم أصلح ذات بيينا».
وأكد أن الناس تدعي أن الحروب الصليبية خرجت من المسيحيين للقضاء على الإسلام، بهدف التفرقة بين المسلمين والمسيحيين، وهذا غير صحيح، لأن المصريين مسلمين ومسيحيين خرجوا للدفاع عن أرضهم ضدها، مطالبًا الناس بأن ترجع للتاريخ، لتعرف أن مصر لم تكن مقبرة الغزاة فقط، وأن المصريين لم يعتدوا على أحد قط، بل كانوا دائمًا يحملون رسالة سلام ويدافعون عن أرضهم، وما جاء عمرو بن العاص إلى مصر إلا برسالة حب وسلام.
ووجه مرسي تعازيه إلى ضحية حادثة دهشور، مطالبا المسلمين بحراسة أشقائهم الأقباط، مؤكدا أن هذه حادثة صغيرة تفاقمت ونفخ فيها ولا تعبرعن أهل دهشور ولا الجيزة ولا الصعايدة والبحاروة ولا أي أحد في مصر، وقال: «هذه الحادثة ننكرها جميعًا ولابد أن يحاسب مرتكبها وأن يعوض كل من له ملكية، وأن ينهض أبناء دهشور ليعود الوئام إلى سكانها»، مؤكدا أن التعويضات عن الممتلكات عند الدولة، ونحن شركاء في الوطن.
ووعد الرئيس بحل مشكلة الكهرباء والمياه، وقال: «نحن الآن بصدد التصدي بكل حزم وقوة وإرادة لحل هذه المشكلات سريعًا جدًا، في أقرب وقت قدر الاستطاعة وهنا تأتي أهمية الصبر»، مقترحًا على المواطنين أن يقوم كل شخص بقطع الكهرباء عن منزله ساعة ليلًا وأخرى نهارًا كمساهمة منه في حل المشكلة وتخفيف الأحمال.
وقال السفير عزت سعد الدين السيد، محافظ الأقصر، إن الزيارة تحمل معاني كثيرة حيث تتجاوز حدود الوطن، وتعكس المكانة المتقدمة التي يحظى بها قطاع السياحة في برنامجكم، إذ يمثل أكثر من 12% من إجمالي الناتج المحلي، مشيرًا إلى المعاناة التي عاشها العاملون في قطاع السياحة طوال الفترة الماضية، وأهدى السيد درع المحافظة للرئيس مرسي.