«أنا على يقين أنه سينتصر في النهاية».. قالها والد الأسير الفلسطيني خضر عدنان، الاثنين، فتحقق يقينه مع الإعلان الرسمي في الضفة الغربية، قبل قليل، عن نبأ التوصل إلى اتفاق ينهي محكوميته يوم 17 أبريل، مقابل إنهاء اضرابه.
تنفس الجميع الصعداء بعد 66 يوما من إضراب كاد يودي بحياته. ولم تكن المرة الأولى التي تعتقل فيها سلطات الاحتلال الإسرائيلي عدنان، لكنها الأصعب والأطول، خاصة وأنه أعلن منذ اليوم الأول لاعتقاله إضرابا مفتوحا عن الطعام، وصل الآن إلى يومه الـ 66 قبل أن يضع الاتفاق الأخير حلا للمأساة.
تحول الأسير عدنان (34 عاما) إلى رمز للمقاومة والتصدي لممارسات الاحتلال من إهانة وتعذيب واعتقال إداري، عن طريق ما يعرف بـ «معركة الأمعاء الخاوية».
ورغم مرور أكثر من شهرين على الإضراب، الذي يعد الأطول في تاريخ الأسرى الفلسطينيين، كان عدنان يصر على خيارين، إما الحرية أو الشهادة، إلى نجح عدنان في إرغام السلطات الإسرائيلية على العدول عن قرار احتجازه طوال هذه المدة دون توجيه تهمة بعينها، وهو ما درج على تسميته بـ «الاعتقال الإداري».
يقول موسى عدنان، والد الأسير خضر، أن ابنه أعلن الإضراب عن الطعام والكلام منذ اليوم الأول لاعتقاله، «بعد المعاملة المهينة التي تعرض لها أثناء التحقيق من ضرب وإهانة و شتم له ولعائلته». وتابع موسى لـ «المصري اليوم»: «ابني مصر على إضرابه لحين الإفراج عنه، بالرغم من تدهور حالته الصحية».
كانت حالة من القلق قد سيطرت على عائلة عدنان، خوفا على صحته، ويقول موسى: «في كل مرة كنا نزوره فيها، يكون أكثر شحوبا وتعبا، لم يبق من ملامحه التي نعرفها شيئا سوى صوته، وهمته العالية، كان يطالبنا بالصبر والدعاء له بالثبات».
لم يضعف ذلك إيمان الوالد بعدالة قضيه ابنه، فأعرب أكثر من مرة عن قناعته بأنه «يخوض إضرابا للحفاظ على كرامته و كرامة الأسرى والفلسطينيين جميعا». وكان يؤكد «أنا على يقين أنه سينتصر في النهاية».
ولعل حالة التضامن الفلسطينية الكبيرة مع عدنان، على مستوى الشارع الفلسطيني، والدوائر السياسية، خففت عن العائلة الكثير من ألمها.
وكان أكثر من 120 أسيرا قد أعلنوا إضرابهم التضامني مع الأسير خضر منذ أكثر من 20 يوما، إلى جانب عدد من الجماعات الشبابية الناشطة والتي كانت تعتصم أمام مقر الصليب الأحمر الدولي.
وكانت حركة «أطباء لحقوق الإنسان» قد حذرت في تقرير لها من استمرار إضراب عدنان، وقالت إن جسده بدأ يفرز سموما وأن عضلاته، وتحديدا القلب، بدأت بالتآكل، الأمر الذي يعني صعوبة علاجه فيما بعد.