ألقت مجلة «دير شبيجل» الألمانية، الضوء على الفيلم المصري «الثورة.. خبر»، والذي أنتجته «المصري اليوم»، والذي عرض مؤخرًا في مهرجان برلين الدولي، وقالت إن الفيلم يتعمق في فكرة رد فعل الصحفيين المراسلين عندما تتحول مدينتهم إلى منطقة حرب.
وتحدثت عن الخط الرفيع الفاصل بين الشخصي والمهني، موضحة أنه مثل جوهر الفيلم الذي ألقى الضوء على الربيع العربي في مهرجان برلين، الذي اختتم أعماله السبت الماضي، كما نقل مشاهد من الأحداث والاشتباكات العنيفة التي شهدتها الثورة عام 2011، والتي مازال بعض الصحفيين المشاركين في الفيلم يحاولون التخلص من آثارها عليهم.
ونقلت المجلة الألمانية عن نورا يونس، مديرة تحرير الموقع الإلكتروني لـ«المصري اليوم»، وأحد المشاركين في الفيلم، قولها إنها كانت عائدة لتوها من تونس بعد تغطية ثورتها، ثم اندلعت الثورة المصرية، وبدلا من قضاء الوقت في المنزل مع طفلها الصغير، وجدت نورا نفسها وسط أحداث شوارع القاهرة، وهي تغطي الاحتجاجات التاريخية في الثورة.
وقالت نورا: «عدت لميدان التحرير بعد عودتي من تونس، لأن الثورة كانت تحدث في الميدان وعندما يكون الأمر في بلدك، يصبح مختلفًا تماما، خاصة عندما تكون نتيجة المعركة مؤثرة في مستقبلك ومستقبل أبنائك، وقتها تتحول اللحظة من تغطية صحفية إلى لحظة شخصية فاصلة».
ويتتبع الفيلم، الذي أخرجه بسام مرتضى، مسار 6 من صحفيي «المصري اليوم» أثناء تغطيتهم لأحداث ثورة 25 يناير طوال الثمانية عشر يوما، ومن خلال عدسات كاميراتهم، استطاعوا رؤية الرعب بعينهم أثناء هجوم قوات الأمن المسلحين على المتظاهرين، كما استطاعوا توثيق أهم مشاهدات الثورة من غرفة بفندق، عندما صوروا الشرطة وهي تهجم على المتظاهرين فوق كوبري قصر النيل، وهي الصور التي انتشرت في أنحاء العالم كله.
وتتذكر نورا تلك اللحظات قائلة: «لا أستطيع القول إن ذلك كان سهلا، أي تصوير تلك المشاهد من فندق 5 نجوم، بينما كانت الجموع تطالبنا بالانضمام والمشاركة، مازلت أرى ذلك الكوبري في كوابيسي حتى الآن».
وأوضحت المجلة أن شهادات الصحفيين في الفيلم أكدت صعوبة الحفاظ على الحيادية، وهي أهم صفات المراسل الصحفي، في الوقت الذي يتصاعد فيه العنف، وعن ذلك يقول مصطفى بهجت، مصور الفيديو، الذي قالت عنه المجلة إنه «استطاع تصوير لحظات سفك الدماء على الخطوط الأمامية للمتظاهرين أكثر من مرة»، إنه شعر أنه «ملزم أخلاقيا بالانضمام للمتظاهرين بدلا من تصويرهم».
ويظهر مصطفى في الفيلم وهو يرتعش بشكل ملحوظ ويتذكر تجربته يوم 28 يناير الماضي عندما قتلت قوات الأمن مئات المتظاهرين وأصابت الآلاف، وتظهر إحدى اللقطات محاولات إسعاف مصاب أطلقت قوات الأمن عليه الرصاص، فيما صرخ أحد المسعفين في مصطفى ليطفئ الكاميرا ويساعدهم في حمل المصاب بعيدا عن الصفوف الأمامية للاشتباكات، وبالفعل امتثل مصطفى لذلك.
وفي مشهد آخر، تظهر إحدى المراسلات الشابات ومعها كاميرا صغيرة وهي تصور الأمن وهو يقوم بضرب المتظاهرين وسحلهم، إلى أن يراها أحد ضباط الشرطة فيبدأ في ضربها وتقع منها الكاميرا، وتقول عن ذلك: «أحسست بألم أقل وغضب أكبر، فقد كنت أمارس عملي فقط».
وعرض فيلم «الثورة.. خبر» ضمن مجموعة أفلام تحدثت عن ثورات الربيع العربي، في مهرجان برلين السينمائي الدولي هذا العام، وركزت الأفلام المعروضة على الثورة المصرية وميدان التحرير بالتحديد، وصاحب الفيلم عرض لصور عن الثورة، في 2011 وصور لأحداث مماثلة في 2012 حيث استمر حمام الدم تحت قيادة المجلس العسكري.
وأوضحت نورا يونس أن حالة حرية الصحافة لم تتحسن كثيراً، بالإضافة إلى قيام الجيش بتضييق الخناق على المتظاهرين، وسيطرة الإعلام الرسمي على التليفزيون وغيره، مضيفة أن مهرجان برلين يعتبر فرصة مهمة لإذاعة الفيلم والضغط من أجل تحقيق العدالة والاقتصاص من المجهولين الذين دهسوا المتظاهرين وقتلوهم.