اهتمت صحف القاهرة، الصادرة صباح الاثنين، بأنباء الجلسة المنتظرة اليوم لمحاكمة الرئيس السابق، وترافق ذلك مع متابعات الصحف لوقائع المؤتمر الصحفي الذي عقدته اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة، الأحد، للإعلان عن تفاصيل الانتخابات التي كان ينتظر إجراؤها في مارس المقبل، إلا أن اللجنة لم تعلن عن موعد إجرائها.
قالت صحيفة «التحرير» إن الشائعات التي ترددت مساء السبت حول اعتزام مدير المخابرات ونائب الرئيس السابق عمر سليمان الترشح لرئاسة الجمهورية، «لم تكن عارية تماما من الصحة».
وأكدت في مقدمة تقرير نشرته على صفحتها الأولى: «سليمان سيكون أول المتقدمين بأوراق الترشح لانتخابات الرئاسة في حال صدور حكم ببراءة مبارك».
ونقلت الصحيفة عمن أسمتهم بمصادر في حملة عمر سليمان قولهم إن نائب الرئيس المخلوع «ينتظر النطق بالحكم في قضية قتل المتظاهرين المتهم فيها مبارك، ليحدد بناء عليه موقفه من الترشح».
وأكدت تلك المصادر للصحيفة أن «الحكم على مبارك بأي عقوبة مشددة سيدفع سليمان إلى التراجع نهائيا عن قرار الترشح».
وأضافت أن مصادر وثيقة الصلة بسليمان قالت إن برنامجه يجرى تجهيزه منذ مدة طويلة استعدادًا لخوض انتخابات الرئاسة، وأن حملته طافت المحافظات واستطلعت آراء المواطنين ولمست ترحيبًا لدى الناس، كما تجري الحملة اتصالات بإعلاميين يتوقع مساندتهم لسليمان للتنسيق معهم وإبلاغهم بالقرار.
وأضافت الصحيفة أن عميدًا متقاعدا بالقوات الجوية اتصل بالإعلامي عمرو الليثي، السبت الماضي، قبل بدء برنامجه، وأبلغه باعتزام سليمان التقدم للمنافسة على منصب الرئاسة، وأن سليمان ينتظر النطق بالحكم في قضية مبارك واستئذان «المؤسسة العسكرية» لمعرفة موقفها من مساندة الفريق أحمد شفيق، رئيس وزراء الرئيس المخلوع، قبل أن يتقدم بأوراق ترشحه رسميًا.
العربي يتراجع خوفًا من التشويه
واهتمت «التحرير» أيضًا بمتابعة قضية ترشح نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية، لمنصب الرئاسة، وقالت في تقرير على صفحتها الأولى إن هناك 5 أسرار وراء قرار نبيل العربي عدم الترشح لرئاسة الجمهورية.
وقالت الصحيفة إن العربي أصدر بيانا جديدًا، الأحد، قطع فيه بعدم نيته للترشح بعد أن كان قد ترك الباب مفتوحًا في بيانه الأول الصادر الأحد.
وأضافت التحرير: «البيان الذي جاء قاطعًا يؤكد أن العربي قد تراجع عن نيته في الترشح بعد أن وصلت المفاوضات التي تخوضها معه قوى وتيارات سياسية إلى مراحل متقدمة من إقناعه بالترشح».
وفصّلت الصحيفة تلك الأسباب الخمسة التي نوهت عنها في عنوانها إلى «تلقي العربي مكالمة من أحد المرشحين المحتملين للرئاسة تربطه معه علاقة عمل قديمة وعميقة، طالبه فيها هذا المرشح، تشير (التحرير) لامتلاكه لخلفية دبلوماسية لها علاقة بوزارة الخارجية، بعدم ترشيح نفسه في انتخابات الرئاسة.
والسبب الثاني هو وصف قيادات بجماعة الإخوان المسلمين للعربي بأنه «علماني»، مما يعني لدى العربي «بداية حملة يقودها تيار الإخوان لتشويهه، تشبه الحملة التي قادوها ضد الدكتور محمد البرادعي».
أما السبب الثالث فهو الحملة المنظمة التي بدأت على الإنترنت ضد العربي وابنته، مما جعله يتوقع أن يتم الزج بأسرته في معارك تستهدف تشويهه وهو ما جرى أيضا مع البرادعي.
والسبب الرابع قيام «أجهزة» بنشر تقارير عارية من الصحة حول العربي في عدد من الصحف، تزعم من خلالها وجود علاقة وثيقة بينه وبين الأسرة الحاكمة في قطر، وهو ما جعله يشعر بأن هناك أجهزة في الدولة ترفض ترشحه للمنصب وأنها ستعمل على تشويهه.
أما السبب الخامس، بحسب الصحيفة، فهو أن المناخ السياسي في مصر «ملوث» كما وصفه محمد البرادعي في مشاركة له عبر حسابه الخاص على «تويتر»، الأحد.
انتخابات الرئاسة في علم الغيب
احتفت «الأهرام» في عنوانها بإعلان اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة عن فتح باب الترشح من 10 مارس وحتى 8 أبريل، دون تركيز في تغطيتها على عدم إعلان اللجنة لموعد نهائي لعملية الانتخاب نفسها.
وتساءلت «الأخبار» في عنوانها: «لماذا أجلت العليا للانتخابات موعد إجراء انتخابات الرئاسة؟»، واكتفت الصحيفة بتفسير اللجنة المعلن والذاهب إلى حاجة وزارة الخارجية إلى أسبوعين لإتمام تصويت المصريين بالخارج.
أما صحيفة «التحرير» فكان لديها رد آخر على تساؤل «الأخبار» فقالت: «اللجنة العليا للانتخابات تفشل في تحديد موعد لبدء الانتخابات».
طرة تنتظر مبارك
تصدرت تصريحات لجنة الصحة بمجلس الشعب حول جاهزية مستشفى طرة لاستقبال الرئيس المخلوع العنوان الرئيسي لصحيفة «الأخبار»، التي نقلت عن اللجنة تأكيداتها بأن مستشفى طرة جاهز لاستقبال مبارك.
واهتمت الصحف بمتابعة الاستعدادات لجلسة الإثنين لنظر قضية قتل المتظاهرين، حيث ترد النيابة العامة الإثنين على دفوع المحامين.
واسترجعت الصحيفة شهادات المشير طنطاوي وعمر سليمان، والتي نفى فيها الأول علمه بمدى مسؤولية مبارك عن قتل المتظاهرين.
لكن «الأخبار» أضافت: «إجابة المشير رغم أنها مذيلة بعدم معرفته بما حدث، فإنها تقطع الشك باليقين بأن رئيس الجمهورية لابد أن يكون عالمًا بكل ما يحدث في البلاد، خاصة في هذه الظروف».
وقالت «الأخبار» إن شهادة عمر سليمان أفادت بأن مبارك كان يتلقى تقارير دورية من الأجهزة الأمنية وعلى رأسها المخابرات العامة عما يدور في التظاهرات، بما فيها من وقائع القتل والاختطاف.
وقالت «التحرير» في عنوان تغطيتها: «محاكمة مبارك تقترب من مشهد النهاية»، وأضافت الصحيفة أنه تم تحديد جلسة الأربعاء للاستماع إلى الرد النهائي للمتهمين ودفاعهم عن الاتهامات الموجهة إليهم تمهيدًا للفصل في القضية.
ونقلت الصحيفة عن مصدر رفيع المستوى بالنيابة العامة أن النيابة ستقدم مذكرة مكتوبة لهيئة المحكمة تحوي ردودًا واضحة على كل الدفوع التي تقدم بها المحامون في محاولاتهم لإثبات براءة موكليهم.
كما سيقدم المدعون بالحق المدني ومحامو أسر الشهداء، الإثنين ردودا تفصيلية على اتهامات ودفوع فريق الدفاع عن المتهمين.