130 ممثلاً رئيسياً، ما يزيد عن 10000 كومبارس، وسبعة ملايين يورو جعلته واحداً من أعلى الأفلام كلفة في تاريخ السينما الإيطالية، كان هذا هو ما يحتاجه المخرج «دانييل فاكاري» لإعادة إحياء لحظة هامة جرت قبل 11 عاماً وأثرت في إيطاليا والسينما التي تقدمها بشكلٍ مباشر، وذلك ضمن فيلمه Diaz: Don't Clean Up This Blood.
كان الفيلم واحداً من أهم الأفلام التي لم عرضت في قسم «البانوراما» بمهرجان «برلين» السينمائي الأخير، وحصل على المركز الثاني في تصويت الجمهور لأفضل فيلم في تلك الفئة، وذلك بسبب تناوله الواقعي الذي يصل إلى دقة التوثيق في بعض الأحيان لأحداث الاحتجاجات الكبرى التي شهدتها مدينة «جنوة» الإيطالية عام 2001 أثناء اجتماع الدول الصناعية الثمانية الكبرى هناك، ليبدو «فاكاري» كأنه يذكر العالم بلحظة هامة يجب أن تبقى في «ضمير الإنسانية» على حد تعبيره حينها.
ومع إعادة عرض الفيلم بقسم «آفاق» في مهرجان «كارلوفي فاري» بالتشيك، التقت كاميرا «المصري اليوم» بالمخرج الإيطالي ليتحدث أكثر عن فيلمه، وكيف كانت الجريمة الإنسانية التي حدثت حينها بسجن وتعذيب الناس عند تعبيرهم عن آراءهم نقطة مؤثرة في وجدان الكثيرين من الإيطاليين، وأثمرت في تغير كبير خلال السنوات اللاحقة.
وأوضح «فاكاري» أنه انتظر طوال تلك السنوات من أجل تقديم الفيلم لأن هناك محاكمة كبرى قد جرت من شأنها إدانة الشرطة الإيطالية على الجرائم التي ارتكبتها في هذا الوقت، ولم يكن من الممكن توثيق الأحداث في فيلمه أو التعرُّض لتلك الممارسات العنيفة بدون السند القانوني المتمثل في قرارات المحكمة في النهاية، والتي استغرقت عشرة سنوات كاملة.
وأشار المخرج الإيطالي الذي بدء مسيرته في الأفلام الوثائقية بنهاية التسعينات أنه سيعود في عملٍ وثائقي جديد عن اختطاف 20 ألف ألبانياً لقبطان سفينة وإجباره على الذهاب إلى إيطاليا، لأن بها مازال يحدث حتى الآن ورغم كل ثورات «الربيع العربي» في شمال أفريقيا لازال الكثيرين من أهلها يحاولون الدخول إلى إيطاليا بشكلٍ غير شرعي، وهو يحاول أن يفهم بوصل ما يحدث الآن بما جرى قبل عشرين عاماً.
واختتم حديثه قائلاً أن «لا أحد بإمكانه أن يمنع أمة عن المطالبة بالحرية»، وهو أمر يتعلق بفيلمه بقدر ما يتعلق بثورات العالم في اللحظة الراهنة.
شاهد الحوار:
شاهد إعلان الفيلم: