x

الشعب السوري يناضل على جبهتين: إسقاط النظام وتأمين لقمة العيش

السبت 18-02-2012 12:26 | كتب: أسامة شاهين |
تصوير : أ.ف.ب

هنا في دمشق عاصمة الأمويين، يقود نظام الرئيس بشار الأسد حملته العسكرية في مختلف أنحاء البلاد. الدمشقيون ليسوا بمنأى عما يجري من مجازر في حمص وحماة ودرعا وإدلب. من هنا تصدر القرارات، من هنا تنطلق التوجيهات بقتل المواطنين، فتتحرك كل الأفرع الأمنية باتجاه المدن والبلدات الثائرة.

رغم ذلك يفقد النظام سيطرته على دمشق تدريجيا، بعدما هب أهلها من أجل المدن المنكوبة فتحولت العاصمة إلى سجن كبير، بين كل حارة وحارة حاجز أمني وعساكر، وسيارات مصفحة، وعناصر أمن يركضون خلف شباب نادوا بأعلى صوتهم دون خوف «سوريا حرة حرة.. بشار إطلع برة».

هكذا يشرح الشاعر السوري الفلسطيني محمد رياض الأوضاع في العاصمة، موضحا أن «دمشق وأحياءها لم تعد دمشق الياسمين التي تغنى بها الشعراء من أحمد شوقي وسعيد عقل وفارس خوري ومحمد مهدي الجواهري ونزار قباني، فقد أصبحت الآن دمشق الشهداء».

وعن الوضع الاقتصادي، تقول «أم كنان»: «النظام في سوريا هو النظام الوحيد الذي يجوع شعبه حتى يركع له بالصرماية، لأنه لم يقتصر على قمعه للمظاهرات وقصفه المتواصل للمدن الثائرة فقط، وإنما راح يعاقب الشعب في لقمته». ومضت قائلة: «جارنا إبراهيم لم يعد قادرا على أن يشتري لأولاده سوى بيضتين كل عدة أيام، ليشعروا بطعم البروتين».

تؤمن على هذا الكلام الصحفية السورية المتخصصة في المجال الاقتصادي، والتي رفضت ذكر اسمها ولو بالأحرف الأولى حفاظا على حياتها: «من خلال متابعاتي للوضع الاقتصادي في البلد، أرى أن الشعب يتعرض لعقوبة جماعية حتى يركع بالتي هي أحسن».

وأضافت: «سأعطيك قائمة بالأسعار الحالية وأترك لك التعليق، أسعار البيض قفزت إلى أرقام كبيرة في وقت قياسي، هذا يعني أن أسرة إبراهيم بالفعل لن تستطيع شراء بيضتين كل بضعة أيام، وربما تعمد إلى إطالة المدة بحيث تشتري بيضتين كل أسبوع أو كل أسبوعين، بل ربما تنسى أن هناك سلعة ضرورية جداً بالنسبة للأطفال اسمها بيض الدجاج».

وتمضي الصحفية قائلة: «أسعار الفروج نفسه زادت ضعفين على الأقل وتخضع القيمة من محل لآخر، واللحوم الحمراء اقتربت من أن تكون خارج سلة الغذاء كليا». وتضيف: «المعلبات ارتفعت أسعارها أكثر من 250%، والزيوت لم تعد ضمن اهتمامات المواطن السوري».

كما قفز حليب الأطفال حوالي 100 ليرة سورية، بمعنى أن الأسرة التي تحتاج أسبوعياً إلى علبة واحدة، بات يكلفها حليب الطفل أكثر من 1000 ليرة، و«بالطبع فإن حفاظات الأطفال، حدث ولا حرج، إذ زاد سعر الكيس من 175 إلى 275 ليرة سورية».

هكذا يقضي الشعب السوري أيامه منذ شهور يحارب على جبهتين، جبهة النضال لإسقاط النظام، وجبهة النضال لتأمين لقمة العيش، يسري ذلك على المدن الثائرة وعلى تلك التي يحكم النظام قبضته عليها، حتى الآن، على حد سواء.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية