تخرج كلار ماوس، الموظفة الأنيقة، من مبنى وزارة الخارجية، تضع خوذتها على شعرها الذهبى، وتنطلق وسط عشرات، بل آلاف الهولنديين، الذين يعتمدون الدراجات الهوائية كوسيلة مواصلات رئيسية، على اختلاف أوساطهم الثقافية والاجتماعية والاقتصادية.
لا تجد «ماوس» حرجاً فى استخدام الدراجة، فالفكرة «صديقة للبيئة» وموفرة، على بساطتها، والفائدة تعود على الجميع. من ناحية، تحد الدراجات الهوائية من نسبة التلوث الجوى، التى تسببها عوادم السيارات، وثانياً، تساعد فى حل أزمة المرور، وثالثاً، توفر «ماوس» - كما تقول - ثمن الوقود، ورابعاً، تحافظ على قوامها رشيقاً وصحياً، بممارسة رياضة يومية، قبل وبعد، يوم العمل الشاق.
لا تدخر الدولة، من جهتها، وسيلة إلا وهيأتها، بداية من بناء جراجات متعددة الطوابق، وتمهيد الشوارع، وتخصيص إشارات مرور تنظم سيرهم، أما أرصفة هولندا، فتعلمك اليقظة، إذ يتحتم عليك الحذر من تجاوز الحارة الجانبية المخصصة للدراجات. ولعل، الفائدة الخامسة، التى لم تخطر فى بال «ماوس»، هى تلك التى اكتشفها «هنيدى» فى فيلمه «همام فى أمستردام»، عندما وقف «يسترزق» بجوار أحد مواقف الدراجات على نهر «أمستل»، ممسكا منشفة تنظيف، منادياً، على الطريقة المصرية: «باركينج آند كليننج».