أثار إعلان الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى ترشحه رسمياً للانتخابات الرئاسية المقررة فى أبريل المقبل، موجة انتقادات من مرشحى الرئاسة المنافسين، وصلت إلى حد الدعوة لطرده من «الإليزيه»، بينما أكد «ساركوزى» أن تركه للرئاسة حالياً، فى ظل وجود أزمة، سيكون بمثابة «ترك للسفينة».
وقال «ساركوزى» فى مقابلة مع قناة «تى.إف1» الفرنسية، الأربعاء: «نعم، إننى مرشح فى الانتخابات الرئاسية»، مؤكداً بذلك الأمر الذى اعتبر «سراً شائعاً». وأكد الرئيس الفرنسى أن هدفه هو جعل «فرنسا قوية»، قائلاً : «يجب أن يدرك الفرنسيون أنه إذا كانت فرنسا قوية فإنهم سينعمون بالحماية».
ورد «ساركوزى» على الانتقادات التى وجهت إليه بأنه لم يحقق إنجازات تذكر منذ عام 2007، عندما انتخب رئيساً للبلاد ببرنامج إصلاحى، وقال: «لقد فعلنا الكثير، لكننا لا نستطيع القيام بكل شىء فى 5 أعوام».
وأوضح «ساركوزى» أن الهدف الرئيسى الجديد الذى يعتزم تبنيه خلال فترة ولايته الثانية، فى حال فوزه بالانتخابات، هو إعطاء الفرنسيين دوراً أكبر فى تحديد مصيرهم عن طريق إجراء الاستفتاءات، ومن المقرر أن يكون أول استفتاء حول إعانات البطالة.
وشن مرشحو الانتخابات الرئاسية إلى الإليزية هجوماً على ساركوزى فور إعلانه رسمياً، خوضه السباق، الاربعاء، حيث حذر المرشح الاشتراكى فرانسوا هولاند، الأوفر حظاً بحسب استطلاعات الرأى الفرنسية، من ساركوزى الذى يحاول أن يصنع من نقاط ضعفه قوة. أما مرشحة حزب «الخضر» للرئاسة إيفا جولى فدعت إلى ضرورة «طرد ساركوزى من الإليزيه».
من جانبه، أكد مرشح الوسط الفرنسى فرانسوا بايرو أن ساركوزى لم يأت بجديد فى كلمته اليوم و«أنه يكرر كلامه منذ أشهر طويلة». وقالت مرشحة حزب اليمين المتطرف مارين لوبين: «ساركوزى يبحث عن وسائل لمحو حصاده المأساوى، فيما يتعلق بالبطالة وانهيار القدرة الشرائية وارتفاع معدلات انعدام الأمن وانفجار مسألة الهجرة». من ناحيته أكد مرشح جبهة اليسار جون لوك ميلانشون أن «الحملة ضد ساركوزى يمكنها أن تنطلق الآن بوضوح وبطريقة مكشوفة».
ورداً على اتخاذ ساركوزى «فرنسا قوية» شعاراً لحملته الانتخابية، أكد المتحدث باسم نواب الجبهة اليسارية رونالد موزوه أنه مع «ساركوزى لن تكون فرنسا قوية، بل ستصبح فرنسا على الأرض»، مضيفاً أنه «إذا كان الرئيس الفرنسى يريد أن يصنع مفاجأة للفرنسيين فإنه كان يتعين عليه أن يقول إنه سيرحل». واعتبر عضو الحزب الاشتراكى جون مارك أيرلوه أن ساركوزى «مرشح دون أفكار ولا رؤى»».
فى المقابل، وصف رئيس الوزراء الفرنسى فرانسوا فيون، ترشح «ساركوزى» بأنه «ترشح للمصلحة العامة للبلاد». وقال وزير الخارجية آلان جوبيه إن ساركوزى «يدافع عن قيم الجمهورية الفرنسية الخامسة» مشيراً إلى أن التعليم يحتل موقعاً متميزاً فى خطط ساركوزى خلال ولايته الثانية. ووصف ساركوزى بأنه «شجاع يعرف جيدا كيف يتخذ القرارات، خاصة خلال الأزمات». وقال عضو الحزب الحاكم جون فرانسوا كوبيه إن ساركوزى عكس بإعلانه خوضه الانتخابات «حبه لفرنسا»، مؤكداً أنه حان الوقت لحشد جميع الطاقات ليحقق الرئيس الفرنسى الفوز فى الانتخابات القادمة.
وذكر موقع «فرانس 24» الفرنسى أنه رغم تدنى شعبية ساركوزى والأزمة الاقتصادية، فإن فريقه دائماً ما يعرب عن ثقته بأن جاذبية شخصيته ستمكنه سريعا من تحقيق تقدم على منافسه هولند. وقالت مصادر فى الإليزيه إنه تم تشكيل الفريق وأن وزيرة البيئة ناتالى كوسيوسكو موريزيه ستكون المتحدثة باسم الحملة الانتخابية.