على غير الحقيقة، تبدو فوانيس كرومبو وحسن شحاتة وأبوتريكة ملكة لسوق الفوانيس هذا العام، فرغم أنها تحتل أرصفة وواجهات محال بيع الفوانيس فى السيدة زينب وأكبر الميادين، فإن مناطق أخرى تعاملت بمنطق مختلف وأعادت الفانوس بشكله الأصلى إلى صدارة مبيعاتها. فى مولات وفنادق الأغنياء لا وجود لأبوتريكة وحسن شحاتة وكرومبو، حيث حرصت هذه الأماكن على بيع الفانوس النحاس أو المصنوع من قماش الخيامية، ومنطقها فى هذا: «الفوانيس الصينى عبارة عن لعب أطفال، ده غير إن أغلب زبائننا من العرب ولا يقبلون سوى على الفانوس بشكله الأصلى». عدد كبير من أصحاب المحال والتجار فى المولات لم يعرضوا الفوانيس الصينى، واتفقوا على الفانوس النحاس، وبعضهم عرض فوانيس على شكل حاج يمسك فى يديه مسبحة وطبلة ويطلق لحيته، وسموه «المسحراتى» وقرروا أن يروجوا لها باعتبارها تعكس مظهر المسلم الملتزم فى رمضان، وقاطعوا فوانيس أبوتريكة وحسن شحاتة، وبرر بعضهم موقفه: «دول آخرهم يتباعوا فى الملاعب».
محمود حبيب، عامل فى أحد المولات: «التقاليع اللى بتظهر كل سنة دى مش من مظاهر رمضان دى مجرد تجارة مربحة لفئة من الناس، إحنا مش بنشتغل فى الفوانيس دى لأن رمضان يعنى فانوس بشكله التقليدى، وأغلب زبائننا لا يقبلون سوى على الفانوس النحاس، رغم ارتفاع أسعاره، حيث تتراوح بين 175 و250 جنيهاً، وأكثر من يقبل عليها هم العرب، ده غير إنى لا أؤيد تغيير شكل فانوس رمضان ده، حتى الزينة اللى بنبيعها كلها على شكل الهلال والنجمة والفوانيس الصغيرة اللى بتنور».محمد، أحد أصحاب محال المولات، أكد أن التقاليع الجديدة لا تتوقف فقط على الفوانيس، وقال: السنة دى فيه ديكورات على شكل عربية فول وسعرها 165 جنيهاً والحجم الأصغر بـ75 جنيهاً أما عربة العرقسوس فيصل سعرها إلى 200 جنيه، وهى ديكورات تعكس روح ومظاهر الشهر الكريم التى اعتدنا عليها وأفضل بكثير من الفوانيس الصينى.