بعد مرور عام كامل على اندلاع الثورة الليبية، مازالت مصراتة ثالث كبرى مدن ليبيا تحمل آثار ذلك النزاع الدامي، فقد دفعت ثمنًا باهظًا خلال النزاع الذي انتهى بمقتل معمر القذافي في مسقط رأسه بمدينة سرت.
ومازال حطام المباني التي نسفتها الانفجارات ودمرتها القذائف متناثرًا على أرصفة المدينة الواسعة، حيث يحمل كل منزل وكل بناية آثار الرصاص والقذائف، حتى إنه لم يبق في بعضها سوى هيكلها الحديدي من شدة القصف.
وتعج جدران المتحف في مصراتة بمئات من صور شهداء وجرحى المدينة، وإلى جانبها، عرضت ملابس عسكرية شخصية للرئيس المقتول القذافي، وكرسي وحذاء ومسدس وأشياء أخرى قال الثوار إنهم أخذوها من منزله في سرت.
ومن بين ما عرضه المتحف، نسخة شهاد وفاة الزعيم السابق صدرت عن المستشفى الذي نقل إليه تقول إن سبب وفاة معمر القذافي «غير طبيعي برصاصة في صدغه وأخرى في صدره».
وكان بعض المسؤولين الليبيين قد أكدوا أن الزعيم السابق قُتل في تبادل إطلاق نار بين رجاله ومقاتلي مصراتة، بعد أسره عندما كان يزحف في أنبوب مياه الصرف.
ولكن بعد 4 أشهر من ذلك، يشعر سكان مصراتة بأن السلطات تخلت عنهم، وقال فتحي علي باش أغا، رجل الأعمال النافذ الذي عاد إلى أعماله بعد أن كان ناطقًا باسم المجلس العسكري في مصراتة خلال النزاع، إن «كل شخص يعيد بناء منزله بمفرده، لم نحصل على أي مساعدة من الحكومة».
في المقابل، يدعو مصطفى أحمد علي، صاحب مطعم، إلى التحلي بالصبر، مضيفًا: «الأمر لا يتعلق فقط بمصراتة، بل البلد برمته، يجب إعادة إعمار كل ليبيا وسيكون ذلك طويلًا ويجب علينا أن نتحلى بالصبر».