قدمت سهى عرفات، أرملة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، الثلاثاء في باريس، دعوى ضد مجهول، بتهمة اغتيال زوجها، بعد العثور على مادة البولونيوم السامة في أغراض شخصية له، ما أثار الشكوك في أنه مات مسموما، بحسب بيان لمحاميها.
وأفاد بيان صدر عن مكتب المحامي الفرنسي بيار أوليفييه سور، أن هذه الشكوى مع الادعاء بالحق المدني، قدمت الثلاثاء باسم سهى عرفات، وابنتها القاصر زهرة، إلى عميد قضاة التحقيق في محكمة أعلى درجة في ضاحية نانتير الباريسية.
وأكد المحامي الفرنسي تقديم الدعوى، وكذلك بيان صادر عن مكتب رئيس المحكمة في نانتير.
وقال مصدر قضائي إن عميد قضاة التحقيق يمكنه نقل الملف إلى النيابة أو طلب دفع رسوم التسليم. وفي حال اعتبرت الشكوى مقبولة سيتم فتح تحقيق أو يعلن أن لا جهة لأقامة الدعوى.
وأوضح بيان مكتب المحامي بيار أوليفييه سور أن «هذه الدعوى بتهمة الاغتيال الموجهة ضد مجهول، بحيث لا تتهم سهى وزهرة أحدا: لا دولة ولا حكومة ولا فرد، لم تسقط بالتقادم حيث أنها تاتي بعد أقل من عشر سنوات على الواقعة ولا هدف منها سوى إثبات الحقيقة أكراما للزوج والأب».
وأضاف المحامي في البيان أن «سهى وزهرة عرفات لديهما ثقة تامة في القضاء الفرنسي ولتمكينه من القيام بمهمته باستقلالية تامة لن تدليا بأي أحاديث خلال نظر الدعوى القضائية ما لم يتدخل أحد لاستخدامها في أغراض سياسية».
وقد توفى الزعيم الفلسطيني في 11 نوفمبر 2004 في مستشفى بيرسي العسكري القريب من باريس.
وطرحت نظرية وفاته بالسم من جديد بعد أن بثت قناة «الجزيرة» في 3 يوليو شريطا وثائقيا يفيد بأن معهد «رادييشن فيزيكس» في لوزان أجرى تحليلا لعينات بيولوجية أخذت من بعض الأغراض الشخصية لعرفات التي تسلمتها أرملته من المستشفى العسكري في بيرسي أظهر وجود «كمية غير طبيعية من مادة البولونيوم».
والبولونيوم مادة مشعة عالية السمية كانت العنصر الذي استخدم في تسميم الجاسوس الروسي السابق ألكسندر ليتفيننكو، الذي تحول إلى معارض للرئيس فلاديمير بوتين، في 2006 في لندن.