x

كوريا الشمالية تحتفل بذكرى مولد رئيسها الراحل وتمنحه لقب «الجنرال الأعظم»

الأربعاء 15-02-2012 15:07 | كتب: أحمد بلال |
تصوير : other

مرة أخرى يعود اسم الزعيم الكوري الشمالي الراحل كيم جونج إيل، والذي توفي في ديسمبر الماضي، للتداول في وسائل الإعلام المختلفة، بعد منحه لقب «الجنرال الأعظم» في ذكرى ميلاده السبعين، والتي تقيم حكومة كوريا الشمالية احتفالات بمناسبتها أطلق عليها «احتفالات النجمة اللامعة».

وقالت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية إن «القائد كيم جونج إيل منح لقب الجنرال الأعظم للجمهورية الديمقراطية الشعبية الكورية» (كوريا الشمالية)، وأضافت الوكالة أن «كيم جونج إيل عزز جيش الشعب الكوري الذي أسسه وقاده الجنرال الأعظم كيم إيل سونج على طريق النصر والمجد مدافعاً بشرف عن البلد الاشتراكي وعن مصير الأمة ومقدماً خدمات أبدية للسلام والاستقرار في العالم».

وتولى كيم جونج إيل الحكم في كوريا الشمالية بعد وفاة والده كيم إيل سونج، عام 1994 الذي منح هو الآخر لقب «جنرال أعظم» في عام 1992، فيما رفع جونج إيل إلى مرتبة ماريشال.

وتنتقل السلطة في كوريا الشمالية من الأب إلى الابن بهدف الحفاظ على النظام السائد المبني على أسس الأيديولوجيا القومية «الزوتشية» من الانهيار، وهو النظام القائم على الدمج بين التقاليد الكونفوشيوسية التي يقدسها الكوريون، وبين الشيوعية الستالينية، ويعتقد الكوريون أن الأموات لا تغادر أرواحهم الحياة وإنما تبقى لإرشاد الأجيال الجديدة.

وتبنى كيم جونج إيل، الذي قاد البلاد بقبضة حديدية طوال 17 عاماً، سياسة «الجيش أولاً»، وهي السياسة التي وضعت الجيش في قمة الهرم الاجتماعي الكوري الشمالي.

وسيزاح الستار في بيونج يانج، عاصمة كوريا الشمالية، عن تمثال برونزي يبلغ طوله حوالي ستة أمتار لكيم جونج إيل، ووالده كيم إيل سونج، وهما يمتطيان جوادين، في إطار احتفالات «النجمة اللامعة»، التي تحيي ذكرى ميلاد الرئيس الراحل، وقالت وكالة أنباء كوريا الشمالية إنه تقرر اعتبار هذا اليوم يوماً سنوياً للاحتفال.

وأعلنت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية في يناير الماضي أن اللجنة المركزية لحزب العمال الحاكم، قرر وضع جثمان الزعيم الكوري الشمالي الراحل كيم جونج إيل في قصر «كوم سو سان» التذكاري في بيونج يانج، بعد تحنيطه بنفس مظهره قبل الوفاة، وهو الأمر الذي تم مع مؤسس كوريا الشمالية ووالد الرئيس الراحل، كيم جونج إيل، حيث تم تحنيط جثته ووضعها في نفس القصر.

كانت حالة من البكاء الهستيري قد انتابت الشعب الكوري الشمالي في ديسمبر الماضي، في أعقاب رحيل جونج إيل الذي جمع في يديه كل السلطات، ونقلت وسائل الإعلام صوراً لكبار رجال الدولة في كوريا الشمالية وهم يبكون بحرقة في وداع زعيمهم، كما نقلت صوراً أخرى لسيدات ينتحبن وينحنين أمام جثمان الرئيس كيم جونج إيل، الذي كان يحمل ألقاب عدة مثل «شمس القرن الحادي والعشرين»، والقائد الحبيب».

وفرضت كوريا الشمالية عقوبة بالعمل ستة أشهر في معسكرات بحق مواطنين تردد أنهم «لم يحزنوا بالشكل الكافي» لوفاة الزعيم كيم جونج إيل في ديسمبر الماضي. واستندت صحيفة «ديلي إن كي» الكورية الجنوبية، التي نشرت الخبر إلى مصدر لم تفصح عنه، قالت إنه يعيش في إقليم هامكيونج شمال شرق البلاد. وحسب المصدر، فإن السلطات المعنية اتهمت بعض هؤلاء الأشخاص بعدم المشاركة في الفعاليات التي أقامتها البلاد حزناً على رحيل كيم، والبعض الآخر بعدم البكاء أثناء حضور هذه المراسم أو «إعطاء انطباع بأن حزنهم لم يكن حقيقيا».

كما ذكرت الصحيفة أن السلطات المعنية في كوريا الشمالية ترسل مواطنين إلى معسكرات إعادة تأهيل في حال تبين أنهم يروجون إشاعات وانتقادات حول انتقال السلطة داخل الأسرة الحاكمة، وأنه يتم نفي أسر متهمين بأكملها إلى مناطق نائية. وذكرت الصحيفة أن الكثير من الشركات والمصانع شهدت جلسات انتقاد للوضع عقب انتهاء وقت الحداد الرسمي، وأن السلطات المعنية بدأت في حملات العقاب بعد انتهاء هذه الجلسات التي اعتبرت تكديرا للصفو العام وتسببت في مناخ سيئ من الخوف، ما أدى إلى اتهام الناس للزعيم «الشاب الواعد» كيم جونج أون، نجل كيم جونج إيل، بأنه يتسبب في تعذيب الناس، بحسب مصدر الصحيفة.

على الجانب الآخر من الحدود، أعلن نشطاء من كوريا الجنوبية أنهم يعتزمون إرسال منشورات عبر بالونات لكوريا الشمالية تدين فيها النظام الشمالي ورئيسه الراحل في ذكرى ميلاده، وقالت صحيفة «ديلي تليجراف» البريطانية إن الكوريين الجنوبيين مع منشقين عن كوريا الشمالية سيقومون بإرسال منشورات من خلال 200 ألف بالونة إلى كوريا الشمالية، وهو ما ردت عليه بيونج يانج بالتهديد بإطلاق النار عبر الحدود لوقف هذه البالونات.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية