واصل عدد من فناني الجرافيتي عملهم على الحائط المطلي حديثا «وقتها» بشارع محمد محمود. لم تمنعهم رائحة الغاز المسيل للدموع المنبعثة من خلف الجدار المتهدم القريب من مواصلة الرسم، بينما تدور الاشتباكات بين رجال الشرطة والمتظاهرين في شارع محمد محمود وشارع منصور، خلال المظاهرات التي اندلعت عقب مقتل عشرات من مشجعي النادي الأهلي في استاد بورسعيد في ذكرى موقعة الجمل.
عادت صور الشهداء لتطل من جديد على سور الجامعة الأمريكية بمحمد محمود، بعد أن قام عمال تابعون لإدارة الجامعة بمحو الجداريات التي سجلها المتظاهرون وفناني الجرافيتي على الجدار نفسه خلال أحداث محمد محمود في نوفمبر الماضي.
وأضيف إلى صور شهداء الثورة في أحداثها المتوالية، صورًا لوجوه جديدة من شباب ألتراس النادي الأهلي الذين شكلوا معظم شهداء استاد بورسعيد.
الجداريات تلاحمت مع أعمال الجرافيتي التي تدين المجلس العسكري وقوات الشرطة وتتهمهما بالاعتداء على الثوار، وكذلك رسوم الاستنسيل التي تذكِّر بالاعتداءات التي جرت في أحداث مجلس الوزراء، حيث تم سحل فتيات وتعريتهن وسجلت كاميرات الفيديو إحدى تلك الوقائع وانتشرت صورها على أغلفة الصحف والمجلات العالمية.
وعلى سور الجامعة الأمريكية أيضًا سجل فنانو الرسم والجرافيتي لوحة تسجل صعود الشهداء إلى الجنة مستلهمين فيها أساليب الرسم المصري القديم والأوضاع التي تتخذها الشخوص في اللوحات المسجلة على جدران المعابد الجنائزية.
وفي شارع منصور القريب تحول الجدار الذي أقامته القوات المسلحة للفصل بين وزارة الداخلية ورجال الشرطة من جانب، والمتظاهرين على الجانب الآخر إلى جدارية للخط العربي نقشت عليها الآية الكريمة « لا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً إِلا فِي قُرى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاء جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ».