أعلن نائب وزيرة الخارجية الأمريكية للإدارة والموارد، توماس نيدس، فى مؤتمر صحفى الإثنين ، أن ميزانية الوزارة لعام 2013، والتى تشمل مبلغ 1.3 مليار دولار فى صورة مساعدات عسكرية لمصر، و250 مليون دولار مساعدات غير عسكرية، تحتاج إلى الكثير من الخطوات لصرفها، مؤكداً أن الهدف فى النهاية هو توفير هذا التمويل لأن الميزانية تعكس التزامنا ورغبتنا فى التمويل الكامل لتلك المساعدات.
أخبار متعلقة
وأضاف: «الكونجرس والإدارة بالتأكيد يرغبان فى حل القضايا المثارة حالياً فى مصر، وبمجرد حل هذه الأمور فإن هناك دعماً من كلا الحزبين بالكونجرس لمساعدة مصر». وتابع: «بمجرد أن يتم حل الموضوعات العالقة الخاصة بنا فى مصر، فسوف نكون قادرين على تقديم المساعدة التى نأمل فى تقديمها». واستطرد: «لقد جاء الربيع العربى ونحن بحاجة إلى التأكد من أننا نملك الأدوات والمرونة اللازمة لتمويل هذه المبادرات، وبالتالى سيتم إنفاق هذه الأموال بالتشاور مع الكونجرس».
فيما أكدت المتحدثة الرسمية باسم الخارجية الأمريكية، فيكتوريا نولاند، الإثنين ، أنه لاتزال هناك مجموعة من المتطلبات لإتمام شهادة صرف المعونة الأمريكية لعام 2012 قبل أن تتمكن إدارة الرئيس الأمريكى «باراك أوباما» من دفع أى من هذه الأموال، على حد قولها، مشيرة إلى تصريحات وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون بضرورة حل المشاكل القائمة بين البلدين لما له من آثار على العلاقة الثنائية مع مصر.
وعلى صعيد قضية التمويل الأجنبى للمنظمات الأهلية، أكدت نولاند أن الإدارة الأمريكية لم تتسلم نسخة من أوراق الاتهام الرسمى بشأن مواطنيها العاملين فى المنظمات الأمريكية غير الحكومية فى مصر، مضيفةً أن نسخة التحقيقات التى نشرتها وسائل الإعلام المصرية تشير إلى وجود اتهامات بارتكاب جنحة عدم التسجيل بشكل قانونى، وارتكاب جناية المشاركة فى أنشطة سياسية وتلقى أموال من الخارج دون إذن من الحكومة المصرية.
وأوضحت «نولاند» أن واشنطن لم تتسلم أى استدعاءات من المحكمة أو إخطارات موجهة لمواطنى الولايات المتحدة بشكل رسمى، مضيفة أن الإدارة الأمريكية مازالت على اتصال متواصل مع السلطات المصرية على جميع المستويات لحسم الموقف.
فيما اعتبرت مجلة «فورين بوليسى» الأمريكية أن خطة الـ«Top of Form»
الميزانية الأمريكية لعام 2013 تحتوى على عدة بنود من المؤكد أنها ستواجه مقاومة عند المشرعين بالكونجرس، وفندت المجلة 5 موضوعات ستكون مثيرة للجدل داخل الكونجرس الأمريكى ويضعها ضمن أولوياته.
الموضوع الأول هو ارتفاع سقف الميزانية المطلوبة، وهو 51.6 مليار دولار، فى ظل أزمة عجز الموزانة التى تواجه الولايات المتحدة، والثانى هو تمويل مبادرة الشرق الأوسط بملبغ 770 مليون دولار لدعم أنشطة الولايات المتحدة فى دول «الربيع العربى»، وقالت المجلة «إنه ليس هناك الكثير من التفاصيل حول كيفية إنفاق المال فعلياً».
بينما أكدت المجلة أن الموضوع الثالت سيكون تقديم المعونة العسكرية لمصر بقيمة 1.3 مليار دولار، والرابع هو تقديم المعونة لمواطنى باكستان، والخامس هو تمويل السلطة الفلسطينية. واعتبرت صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» الأمريكية أنه رغم غضب واشنطن من مصر، بسبب قضية المنظمات، وهو أن الولايات المتحدة لم تكن أبداً للتسامح مع منظمات تعمل على بناء الديمقراطية فى أراضيها.
لكنها أكدت أن كل ما سبق لا يقدم عذراً للسلطات المصرية فيما فعلته مع منظمات المجتمع المدنى، ولاتزال تفعله، قائلة إنه لايزال «خطأ»، لكن واشنطن لا ينبغى أن تتفاجأ، لأن المعاهد الحزبية، كالمعهدين الوطنى والديمقراطى، وباعتبارها أدوات للسياسة الخارجية، لا تهتم فقط بتعزيز الديمقراطية، لكن أيضاً بتعزيز المصالح الأجنبية، وهو ما يجب أن يثير تساؤلات فى كل مكان.
