رغم موجة الصقيع التي تجتاج ألمانيا والثلوج التي تتناثر على الجميع، تتواصل فعاليات الدورة الـ 62 لـ«مهرجان برلين السينمائي الدولي»، أحد أكبر المحافل السينمائية العالمية، التي شهد حفل افتتاحها حضورا كبيرا من صناع السينما العالمية.
إلا أنه ومع وجود هذا العدد الهائل من أهل الفن، ظل «الربيع العربي» هو النجم الأول للحفل، ففي برنامج الربيع العربي عرض الفيلم الوثائقي الإنجليزي الأيرلندي «الثوار المتمردون»، الذي يتحدث عن الثورة اليمنية من داخل ساحة التغيير بصنعاء، من خلال مواطن يمني اسمه قيس يعمل في السياحة تعرف على المخرج الإنجليزي شون مكاليستر، الذي قرر أن يجعل منه محركا أساسيا للأحداث من خلال التجول معه بين الثوار في شوارع العاصمة، وتصل مدة الفيلم إلى 70 دقيقة.
وقال بطل الفيلم قيس قاسم لـ«المصري اليوم»: الثورة المصرية كانت ولا تزال الحافز الأساسي لمعظم اليمنيين في تغيير النظام الحاكم، كنا دائما نتمنى أن نحقق ما حققه المصريون ونتخلص من الديكتاتور.
وأضاف قاسم أن «الحكام العرب استغلوا طيبة شعوبهم.. لقد كنا نتعامل معهم من منظور الأب.. هذا كان الخطر الكبير الذي وقعنا فيه، وأعتقد أن الأيام القادمة ستشهد تغييرا كبيرا في اليمن، بعد أن قررنا إجراء انتخابات في 25 فبراير الجاري، لينتهي بذلك عهد الرئيس علي عبدالله صالح إلى الأبد».
وأشار قاسم إلى أن الفيلم يمثل صورة طبق الأصل مما يحدث في شوارع صنعاء حيث يوجد ثوار سلميون لا يحملون أي أسلحة ويطاردهم نظام مجرم يريد أن يبيد شعبا بأكمله من أجل السلطة.
أما المخرج شون مكاليستر فأكد أن مهمته في هذا الفيلم كانت صعبة، إذ استمر في التصوير عاما كاملا وكان يقف على خط النار وسط طلقات الرصاص، موضحا أنه في بعض الأحيان كان يرافق الموتى ضحايا النظام الحاكم.
وأوضح شون أنه كان شخصا غير مرغوب فيه من جانب المخابرات اليمنية، الذين ظنوا أنه صحفي أجنبي، مشيرا إلى أن النظام اليمني كان يريد طرده في أسرع وقت.
وضمن المسابقة الرسمية لمهرجان برلين، عرض الفيلم الفرنسي «اليوم» من إخراج السنغالي آلان جوميز، الذي تدور أحداثه في العاصمة داكار حول شاب يعود من أمريكا ليواجه الموت بسبب حالة العنف الموجودة في الشوارع، ويعد هذا الفيلم هو العمل الروائي الطويل الثالث لجوميز، الذي كتب سيناريو الفيلم وتم تصويره بكاميرا رقمية صغيرة.
وقال آلان جوميز لـ«المصري اليوم»: الثورة المصرية تسيطر على معظم أبناء الشعب السنغالي حاليا، أصبحت هدفا ورمزا للحرية، لذلك رفض الشعب السنغالي منح الرئيس الحالي عبد الله واد فرصة الترشح لفترة رئاسية ثالثة وخرج في مظاهرات سلمية مثل مظاهرات ميدان التحرير، ورغم ذلك سقط العديد من الضحايا.
وأكد جوميز أن فيلمه «ضد الخوف» بشكل عام محاولة لاحترام الإنسانية، موضحا أن استخدامه لكاميرا ديجيتال صغيرة في تصوير معظم الأحداث منحه الحرية في التقاط أي لحظة.
في المسابقة الرسمية للمهرجان عرض فيلم «مرتفع للغاية وقريب جدا»، من إخراج ستيفن دلدري، وتم ترشيحه مؤخرا للحصول على جائزتين من جوائز الأوسكار، التي ستعلن في 26 فبراير الجاري، وأعقب العرض ندوة وجه فيها المخرج الشكر لكل من توم هانكس وساندرا بولوك لمشاركتهما في أدوار صغيرة ووصفهما بأنهما كانا إضافة حقيقية للعمل.