«فاو» تؤكد ارتفاع أسعار المحاصيل الزراعية بسبب سوء الأحوال الجوية

أكدت تقارير منظمة الأغذية والزراعة «فاو» ارتفاع أسعار السلع الغذائية عالميا، خاصة محاصيل الحبوب والسكر والزيوت، بسبب سوء الأحوال الجوية عالميا، وانخفاض درجات الحرارة فى مناطق الإنتاج، مشيرة إلى ضرورة وضع آليات مناسبة على مستوى الحكومات فى دول العالم، خاصة المستوردة الغذاء لمواجهة السيناريوهات المتوقعة للأزمة.

وأوضح خبراء المنظمة، فى تصريحات صحفية للموقع الرسمى لها، أن أسباب ارتفاع أسعار السلع الغذائية لا ترجع إلى ما تشهده الأسواق العالمية من ارتفاع لأسعار البترول أو أسعار صرف الدولار الأمريكى، لكن رداءة الطقس فى مناطق الإنتاج الرئيسية للغذاء ساهمت فيما تشهده الأسواق العالمية من انخفاض المعروض من هذه السلع، خاصة فى المناطق الرئيسية للإنتاج حالياً، مثل أمريكا الجنوبية وأوروبا، وهو ما يدعو لـ«القلق» - طبقا لتقارير «فاو».

يأتى ذلك فى الوقت الذى أكدت فيه مصادر حكومية رفيعة المستوى أنه من المتوقع ارتفاع فاتورة استيراد القمح من الخارج العام الحالى؛ بسبب انخفاض المخزون العالمى من الحبوب، خاصة القمح، حيث تعد مصر أولى دول العالم فى استيراده من الخارج، بإجمالى كميات تصل لأكثر من 7 ملايين طن سنويا.

إلى ذلك، أكدت مصادر رسمية رفيعة المستوى بوزارة الزراعة ارتفاع مساحات زراعة القمح الموسم الحالى لأكثر من 3 ملايين، و250 ألف فدان بزيادة تصل لأكثر من 250 ألف فدان مقارنة بالعام الماضى، رغم تزايد معدلات التعديات على الأراضى الزراعية بسبب «الانفلات الأمنى»، مشيرة إلى أن وزارة الزراعة ممثلة فى مركز البحوث الزراعية تقوم حاليا بإعداد خطة بالممارسات الجيدة فى زراعة القمح للتغلب على مخاطر استمرار سوء الأحوال الجوية الذى تشهده البلاد حالياً، حتى لا تؤثر سلبيا على إنتاجية القمح للموسم الجديد، وإعداد خطة طوارئ فى حالة حدوث تدهور «حاد» فى درجات الحرارة.

وقال الدكتور عبدالسلام جمعة، نقيب الزراعيين، إن انخفاض درجات الحرارة لا يؤثر على إنتاجية الأصناف المصرية من القمح التى تتحمل انخفاض درجات الحرارة حتى 4 درجات، مشيرا إلى أنه يجرى حالياً تشكيل لجان متابعة على مستوى المحافظات من خلال الحملة القومية للقمح، مهمتها توعية المزارعين بالممارسات الجيدة فى متابعة المحصول، لضمان عدم تعرضه لمرض «الصدأ الأصفر» الذى يهدد زراعة القمح فى حالة الانخفاض الحاد فى درجات الحرارة.

وأضاف «جمعة» فى تصريحات لـ«المصرى اليوم» أن الأصناف المصرية من القمح مثل «مصر 1» و«مصر 2» تتحمل درجات الحرارة المنخفضة، مشيرا إلى أن مركز البحوث الزراعية أنتج سلالات «متميزة» من خلال تهجين الأصناف الشتوية مع الأصناف الربيعية للقمح المصرى. إلى ذلك، أكدت مصادر رسمية بالوزارة أنه من المتوقع أن تتعرض إنتاجية محصول الفول لانخفاض حاد باعتبار أنه من المحاصيل الأكثر حساسية لانخفاض درجات الحرارة، مشيرة إلى أن سوء الأحوال الجوية يسبب خسائر فى الإنتاجية تصل لأكثر من 20%.