بدأ أكثر من مليوني حاج صباح اليوم الخميس بالصعود إلى جبل عرفات لأداء الركن الأعظم من الحج فيما خفت حدة الأمطار التي انهمرت بغزارة على جدة ومكة المكرمة أمس الأربعاء وأدت إلى تشكيل سيول تسببت بوفاة 48 شخصا.
وأعلن الدفاع المدني في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية أن 44 شخصا قضوا في جدة على البحر الأحمر في حين سجلت أربع وفيات أخرى في مكة المكرمة، مشيرا إلى أنه تمكن من إنقاذ 900 شخص في المناطق الغربية والجنوبية التي اجتاحتها السيول.
وأضيفت المخاوف من تداعيات سقوط الأمطار بغزارة والسيول إلى التحديات التي تواجهها السلطات السعودية في تنظيم الحج، فضلا عن المخاوف من تفشي أنفلونزا الخنازير.
وفي هذا السياق، قال «خالد المرغلاني» المتحدث باسم وزارة الصحة لوكالة الأنباء الفرنسية إن عدد حالات أنفلونزا H1N1 المشتبه بها والمؤكدة بين الحجاج هي 67 حالة بينما ما زال عدد الذين توفوا أربعة، مؤكدا أن كل شيء يسير على ما يرام.
وتواصل اليوم توافد حشود الحجاج بملابس الإحرام البيضاء للرجال سيرا على الإقدام أو بالحافلات على وادي منى إلى الشرق من مكة المكرمة.
وانتشر آلاف من عناصر الأمن في مكة المكرمة لتنظيم حركة مرور الحافلات. وتمنع الشرطة الحجاج من نقل الأمتعة باستثناء بعض المأكولات والمشروبات التي تلزمهم كما تمنع الافتراش في الطرقات تفاديا لإعاقة حركة المرور في المشاعر المقدسة وتوجه بعض الحجاج إلى منى في وقت مبكر لضمان عدم حصول فوضى.
وبعد رمي الجمرة الكبرى (العقبة) والاحتفال بالأضحى الجمعة، يبدأ الحجاج شعائر رمي الجمرات الثلاث (الكبرى والوسطى والصغرى) في منى السبت وتستمر يومين للمتعجل وثلاثة أيام لغير المتعجل من الحجاج.
ويكتمل وصول الحجاج إلى منى مساء في مشهد عظيم. ويبيتون ليلتهم في آلاف الخيام البيضاء ثم يبدءون فجر الخميس الصعود للوقوف على عرفات ويستمرون حتى غروب الشمس قبل أن يعودوا مجددا إلى منى لرمي الجمرات.
وتجول سيارات إسعاف وعيادات متنقلة في كافة نواحي منى والطرق المؤدية إلى المشاعر المقدسة لتقديم الخدمات الصحية ومراقبة الحالات المشتبهة بالإصابة بحالات انفلونزا H1N1.
ويتولى أكثر من 100 ألف عنصر أمن إضافة إلى 15 ألف عضو في الفرق الطبية السهر على أمن الحجاج وسلامتهم. وتم تثبيت 600 كاميرا للمراقبة في منطقة رمي الجمرات فيما وضعت 1852 كاميرا للمراقبة داخل الحرم المكي وفي محيطه.