x

إبراهيم السعيد.. رآه ضابط أمن دولة بسجن وادى النطرون.. وأعطى لأخيه أمارة «الاسم»

السبت 28-07-2012 16:44 | كتب: آيات الحبال, محمد طارق |

إبراهيم السعيد أحمد، أربعين عاما، عامل رخام، بدأت قصته عقب مشهد رش المياه على متظاهرى كوبرى قصر النيل أثناء تأديتهم صلاة العصر، كان هذا دافعاً أساسياً وراء نزوله هذا اليوم سريعا من منزله ليلحق بالمتظاهرين، يحكى شقيقه أحمد: «كنا متفقين إننا ننزل يوم جمعة الغضب كلنا، بعد ما شفت المتظاهرين فى ميدان التحرير يوم 25 يناير وأنا بجيب شغل من العتبة، ولما رحت حكيت لإبراهيم قررنا إننا ننزل، لكن ربك والحق أنا يوم الجمعة كنت راجع من السفر وكسلت أنزل».

عقب أداء صلاة الجمعة، عاد إبراهيم السيد إلى منزله، ربما نسى أن يقبل زوجته وأبناءه وربما تردد أيضا فى النزول، لكن حين رأى مشهد رش المياه على المتظاهرين أثناء الصلاة لم يتردد فى النزول، بحسب زوجته، وأخيه أحمد السيد، دون هواتفه الشخصية، التى لم يكن لها فائدة، بعد قطع الاتصالات هذا اليوم. يقول أحمد السيد: «لم نترك مستشفى أو مشرحة فى القاهرة إلا بحثنا عنه فيها، وقدمنا عدة بلاغات فى أقسام القاهرة والجيزة التى لم تقتحم، وبلاغين إلى النائب العام، وبحثنا فى كشوفات السجون دون فائدة، ثم أفادت لنا معلومات، بتواجده فى سجن الوادى الجديد، وسجن برج العرب، فذهبنا ولكننا لم نجده».

قبيل العيد الكبير، أفادت معلومات أخرى بوجوده بسجن وادى النطرون، حيث ترددت أنباء عن وجود 150 معتقلا هناك دون كشوفات، بحسب ضابط يعمل فى أمن الدولة، حكى لأخيه وقتها أنه رآه فى سجن وادى النطرون، عندما كان يزور السجن لأسباب أمنية، لم يعرفها أخوه. يصمت قليلا ثم يتساءل: «إيه اللى ودى إبراهيم فى وسط الناس دى، لم يكن لديه أى نشاط سياسى، بس كان زيه زى بقيت الناس، كنا كلنا مخنوقين، وبنتكلم فى السياسة زى كل الناس»، لم يصدق أخوه رواية ضابط أمن الدولة إلا بعد أن أعطاه أمارة خطأ اسم إبراهيم فى السجلات حيث كانت لدى إبراهيم مشكلة فى اسم العائله «سعيد» بدلا من «السيد»، فذهب أحمد وقابل مأمور القسم لكن لم يجده فى السجن وضاع أمل آخر فى العثور عليه.

إبراهيم الذى أصر على النزول يوم جمعة الغضب لم يكن له أى نشاط سياسى قبل الثورة، لكن أمن الدولة كان يتردد على أخيه، وتم اعتقاله أكثر من مرة لمحاولة تصنيفه لتيار معين، لأنه كان يتردد على المساجد التى يتردد عليها المشايخ لإعطاء الدروس الدينية، يقول أحمد: «كنت دائم التردد على مساجد الرحمة، والريان، والفتح، أى مسجد بيكون فيه دروس لمشايخ كبار كنت بروحه». ويشير أحمد السيد إلى رواية حكاها له مأمور قسم الدقى أثناء اعتصام الـ18 يوما فى ميدان التحرير، حيث أكد له أن هناك سيارات ميكروباص زرقاء اللون كانت تستقر فى شارع التحرير بالقرب من الميدان، وكانت تعتقل بشكل عشوائى «اللى طالع من الميدان كانوا بياخدوه، واللى كان داخل الميدان كانوا بياخدوه برضه»، فذهب ليبحث عنه فى مبنى أمن الدولة بجابر بن حيان دون جدوى.

تحتضن زوجته أولاده وتقول بنبرة يسيطر عليها الحزن والحيرة: «نتمنى إننا نعرف إذا كان عايش أو ميت، المحل بتاعه اتقفل، وإحنا مالناش دخل، لكن عمامه البركه فيهم دلوقتى، لو كان عندنا ابن كبير يعرف يشيل الحمل كان نزل واشتغل لكن أكبر أولادنا 13 سنة».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية