كتب جهاد الخازن، في مقاله الدوري بصحيفة «الحياة» اللندنية، السبت، عن محاولة اغتيال اللواء الراحل عمر سليمان، نائب الرئيس السابق محمد حسني مبارك، الذي أطاحت به ثورة 25 يناير، وذلك في كمين قرب مستشفى كوبري القبة في 30 يناير من العام الماضي.
وكشف «الخازن» عن مقابلته لـ«سليمان» في مكتبه، قائلاً: «كنت قلت وسمعت منه اسم مَنْ يُتهم بالوقوف وراء الحادث، ولم أذكره، وأقول اليوم أنه رجّح أن يكون جمال مبارك وراء المحاولة»، مشيرًا إلى أن اللواء الراحل رجّح ذلك، لأن «جمال» يعتقد «أنني (بوّظت) عليه فكرة أن يأتي رئيسًا لمصر»، بحسب تعبير اللواء الراحل.
ووصف «الخازن» اللواء عمر سليمان بأنه: «ابن مصر المناضل الوطني، ظُلِم حيًّا وظُلِم أكثر ميتًا، والسبب الأول الجهل، فهو كان رئيس استخبارات يعمل في الظل ولا اتصال مباشر له مع المواطن العادي، والسبب الثاني خلافه مع جماعة الإخوان المسلمين، أو حربه عليها مع ما لها من شعبية كبيرة في الشارع المصري»، حسب قوله.
وتابع: «أستطيع اليوم أن أزيد ما لم أنشره في حياة اللواء قصتين سمعتهما منه، الأولى عن اجتماع له مع مسؤول خليجي في موقع الحكم (عندي اسمه)، كما قلت في المقال المنشور، ومع أنني أحتفظ بنص المقابلة مع اللواء عمر سليمان إلا أنني لن أنشر اسم المسؤول الخليجي الكبير قبل استئذان أطراف العلاقة الآخرين، لأن الموضوع يشمل العلاقات الأمنية بين بلدَيْن عربيين».
وأشار «الخازن» إلى أن: «اللواء بدا متأثرًا، لأن المسؤول الكبير لم يصدق أنه والمشير حسين طنطاوي لم يتآمرا للإطاحة بحسني مبارك، على الرغم من وثوق العلاقة بينهما».
واعتبر «الخازن» أن اللواء الراحل عمر سليمان كان في «حرب مع الإخوان المسلمين، خَلت من أي هدنة، على امتداد عمله الرسمي، ولعل ما حكم العلاقة أنه تسلّم رئاسة الاستخبارات في مطلع التسعينيات، وهو عقدٌ تعرضت فيه مصر لإرهاب جماعات أصولية متطرفة راح ضحيتها عشرات المواطنين والسياح»، لافتًا إلى أن «الجماعة بريئة من الإرهاب حتمًا، غير أن مشكلة السياسيين مثل حسني مبارك ورجال الأمن مثل عمر سليمان أن الجماعات الإرهابية كافة خرجت من تحت عباءة الإخوان المسلمين فأصبحوا متهمين بالتبعية وليس لأي شيء ارتكبوه هم».
وأشار «الخازن» إلى أن الجلسة الأخيرة التي جمعته مع اللواء «سليمان» أبدى فيها خشيته من أن يسيطر الإخوان المسلمون على مصر، ويفرضون حكمًا دينيًّا يؤدي إلى صراع مجتمعي، سواء كان الفائز منهم مثل محمد مرسي أو محمد العوا أو عبد المنعم أبو الفتوح.
ونقل «الخازن» قول عمر سليمان عن تيارات الإسلام السياسي، حيث أشار إلى أن «الجماعة الإسلامية والجهاد والتكفير والهجرة أسسها أعضاء في الإخوان المسلمين أو انشقوا عن الجماعة، وأن هذه الحركات الأصولية مارست الإرهاب في التسعينيات ودم المصريين على أيديهم»، مشيرًا إلى أنه أخبره بأن المرشح السابق في الانتخابات الرئاسية، الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح أسس الجماعة الإسلامية، و«الآن يزعم أنه معتدل»، حسب تعبير «سليمان».
واختتم «الخازن» مقاله كاتبًا: «في جو العداء المستمر المستحكم مع الإخوان المسلمين، أفهم أن يردوا عليه ويكيلوا له التهم، غير أن تكرار بعضها قد يقنع المواطنين العاديين بها، وهي أبعد ما تكون عن الحقيقة».