x

حجم «القاعدة» في العراق مازال يثير الجدل.. ونشاطها يزدهر مع التوتر السياسي

السبت 28-07-2012 17:06 | كتب: علاء حداد |
تصوير : رويترز

بعد فترة هدوء نسبي في العراق تراجعت خلالها أعمال العنف الدموية، أعادت سلسلة التفجيرات، التي وقعت مؤخرا في أنحاء متفرقة في البلاد، مخلفة عشرات الضحايا، الحديث عن مدى القوة التي يتمتع بها «تنظيم القاعدة» حاليا في العراق.

فور وقوع التفجيرات، نأت أي جهة عن نفسها بإعلان مسؤوليتها، قبل أن تتبنى جماعة «دولة العراق الإسلامية»، التابعة لتنظيم «القاعدة» الهجمات، في إعلان لم يكن مفاجئا، رغم عدم قدرة أي مسؤول أمني في العراق حتى الآن من تقدير رقم تقريبي لمقاتلي التنظيم، الذي يعرف منذ عام 2006 باسم «دولة العراق الإسلامية».

ومازال حجم التنظيم داخليا مثار جدل واسع بين أوساط السياسيين والمهتمين بملف «القاعدة»، إذ لم يكن لهذا التنظيم في العراق قبل الغزو الأمريكي عام 2003 أي موطيء قدم أو نشاط يذكر. وكان أول ظهور للتنظيم عندما تبنى تفجير مقر الأمم المتحدة في بغداد بسيارة مفخخة في أغسطس 2003.

وعرف التنظيم لاحقا باسم «التوحيد والجهاد في بلاد الرافدين» أو «قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين»، وكان يقوده القيادي أبو مصعب الزرقاوي، الذي قتل في يونيو 2006 بعد استهدافه بضربة جوية استهدفت منزله في محافظة ديالي. وفي العام نفسه أعلنت «دولة العراق الإسلامية».

وحول الحالة الأمنية في ظل غموض المعلومات المتاحة عن التنظيم، يقول جواد البولاني، وزير الداخلية السابق، لـ«المصري اليوم» إن هناك «بعض الخلايا النائمة وبعض البؤر المنتشرة في مناطق متفرقة، ولها تحركات تظهر بين فترة وأخرى».

وبينما أكد البولاني أن «التنظيم يستغل ضعف الإدارة الأمنية»، رأى أن الإرهاب في المنطقة «ليس له أي مستقبل، مهما كانت العناوين التي تتبنى هذا التوجه». وأشار في الوقت نفسه إلى أن القضاء على فكر هذا التنظيم عملية ليست سهلة».

ومن جانبه، رأى الخبير الأمني العراقي، المتخصص في شؤون «القاعدة»،  اللواء ضياء الكناني أن التنظيم في هذه الفترة زاد نتيجة الظروف التي يمر بها البلد والصراعات السياسية التي حصلت قبل فترة.

وقال في حديثه لـ«المصري اليوم» إنه «كلما تأزمت المواقف السياسية يتشجع أفراد التنظيم في العراق والبلدان الأخرى حتى يكون التحرك أوسع.. الذي يحصل الآن في سوريا دليل على ذلك، فلا شك أن انتصارات القاعدة التي حققوها في سوريا شجعت على الكثير من العناصر هنا في إعادة ترتيب أوضاعها»، على حد قوله.

وأضاف الكناني «عندما نشأت الصحوات وبدأت الأجهزة الأمنية في البلاد تطارد فلول التنظيم، أدى ذلك إلى إضعافه نتيجة تشتتهم على وقع الضربات التي وجهت لهم، خاصة للقيادات المهمة في التنظيم».

ويؤكد الكناني في هذا السياق «أما في الآونة الأخيرة ومنذ عام تقريبا، لم توجه لتنظيم ضربة مهمة، عدا اعتقالات عشوائية يشاع أنها لأعضاء التنظيم، لذلك استعاد قوته وبدأ يعيد بناء نفسه بشكل كبير، والدليل الضربات المتزامنة التي وجهها في محافظات عدة، مما يدل على أن هناك اتصالات تجرى بين قيادات التنظيم وعلى أن هنالك دعما ماديا وتجهيزات متقدمة».

ويشير الكناني أيضا إلى أن التنظيم «استغل فترة الخلافات السياسية لإعادة ترتيب وضعه الداخلي.. هنالك معلومات كثيرة أنه بدأ يتحرك لإطلاق سراح عناصر كانت معتقلة في السجون الأمريكية.. هؤلاء يشكلون عاملا مهما في تقوية التنظيم، لأنهم يمتلكون الخبرات ويعرفون كيفية إدارة العلاقة بين الداخل والخارج».

وعن حجم «القاعدة»، يقول الكناني «لا يمكن لأي جهة أن تعرف العدد التقريبي للتنظيم.. بعض السياسين أو الجهات الأمنية تعطي أرقاما، أو تقول إن الحجم آخذ في الانخفاض أو الزيادة لكن هذا مفهوم خاطئ».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية