«خلاص راح الخوف، موت رامى حررنا من كل شىء، ولو سلخوا جلدى هلا، ما يألمنى بعد ما ذبحونى كلاب بشار». هكذا قالت السيدة هدى نور الدين، أم الشهيد رامى رياض، الذى قتل برصاص قناصة الرئيس السورى، بشار الأسد، الجمعة الماضى، فى مخيم اليرموك بدمشق، وهو مخيم يأوى إليه السوريون المستجيرون من نيران الطاغية، حتى بلغ عدد سكانه الآن نحو 1.2 مليون نسمة، بعد أن كان مخصصا لنحو 300 ألف فلسطينى فقط، وفقا لرائد رياض، أخو الشهيد رامى.
«هدى»، التى خرجت من دمشق قبل شهرين برفقة زوجها المريض، وابنتها وحفيدتها، هربا من القنص والقتل والسحل على أيدى رجال الجيش النظامى السورى، لم تفلح فى إقناع رامى بالخروج من سوريا، ومرافقة العائلة إلى مصر، وبعد نحو 61 يوماً من حضن الوداع على بوابة مطار دمشق، شاهدت العائلة فى مصر فيديو تشييع جنازة الشهيد رامى على الـ«يوتيوب».
تقول «هدى» إن هاجساً دفعها لمتابعة نشرات الأخبار بشغف صباح الجمعة أول أيام رمضان، كأنها كانت تبحث عن اسم ابنها فى الحصاد اليومى لمجازر النظام السورى، وسقطت أرضا أمام الشاشة حين تأكدت من الحروف الصحيحة لاسم ابنها الثانى بين أبنائها الأربعة.
بكت هدى بحرقة، ورفعت يديها إلى السماء، وتمتمت بدعاء، سمعنا منه «اللهم اعط بشار من الكأس التى جرعنى إياها، والله ما أطلب من الله إلا أن الجيش الحر يحرق قلب بشار على ابنه حافظ، قبل ما أشوفه مقتول مثل الجرذان فى حفرة مثل حفرة القذافى».
»رائد»، الابن الرابع لهدى، أكد ما قالته أمه، حيث هرب من سوريا قبل نحو عام بجواز سفر جزائرى، بعد خروجه من السجن بـ5 ساعات فقط، وقبل تعميم اسمه على المنافذ كمطلوب لتنفيذ حكم بالإعدام، بتهمة انتمائه إلى الجيش السورى الحر. وأضاف: «الموت أشرف من العيش بلا كرامة، يومنا يمر بلا معنى، 20 ساعة هموم و4 ساعات نوم، وكمان النوم على صوت الرصاص وريحة البارود».