ظهورهم التى انحنت لأكثر من عام ونصف من أجل تنظيف شوارعهم، رفضت أن تنحنى مرة أخرى بعدما أصبح للبلد «رئيسا»، حتى وإن دعا هذا الرئيس إلى تنظيف مصر فى يومين.
ربما كان من المتوقع أن تكون اللجان الشعبية التى حملت عبء العمل المحلى طوال الفترة الانتقالية هى أول الملبين لدعوة الرئيس محمد مرسى للمشاركة فى تنظيف مصر، لكنهم فجروا مفاجآتهم، الجمعة ، عندما نودوا للمشاركة: «انتهى دورنا وجاء دور الحكومة». هكذا قابل شباب اللجان الشعبية الدعوة التى وجهها إليهم شباب الإخوان فى مناطقهم، بعدما أخذ محور النظافة من وقتهم وأعصابهم الكثير وتجاربهم لفكرة التنظيف الأهلى المؤقت، الذى لا يأتى بفائدة حقيقية.
المبادرة التى اعتبرها البعض خطوة إيجابية فى مشروع «النهضة»، اعتبرها «محمد مجدى»، أحد شباب اللجنة الشعبية لميت عقبة، «فلساً» يعبر عن عدم قدرة الدولة على حل المشكلة بشكل جذرى، ويقول: «كنا نفعل ذلك عندما لم تكن هناك دولة، لكن الآن هناك دولة لها رئيس، وهناك مؤسسات مسؤولة عن تنظيف مصر وليس الشعب».
لم تسحب اللجان الشعبية أيديها من القضايا المحلية لمناطقهم، لكنها أرادت الانتقال إلى مرحلة متطورة من الخدمة المحلية، وفقا لـ«محمد مجدى»، الذى أبدى استياءه من عدم استجابة اللجان المحلية لحزب الحرية والعدالة فى الأفكار التى تطرحها اللجنة لحل مشاكل المنطقة بشكل جذرى، والتوقف عن اتباع سياسة «المسكنات».
مشكلة اللجان الشعبية واللجان «الإخوانية» فى البحث عن حلول لمشاكل المحليات بدأت قبل تولى الرئيس محمد مرسى الرئاسة، فالأولى تطرح حلولا، والثانية تؤكد صعوبة تطبيقها وترفض المشاركة فيها، أما بعد تولى مرسى الرئاسة فالأمر اختلف اختلافا «بسيطا»، ويقول «مجدى»: «الكلام أصبح أحلى، والطريقة فى الحوار أظرف، لكن تظل الكلمة العليا فى الاجتماعات التى تجمعنا لرئيس الشعبة بـ(الحرية والعدالة)، حتى وإن كان رأيه يقابل رأى 10 آخرين.. منتهى الديمقراطية»
«إيهاب على»، الذى تعد منطقته فى الجمعة الحاجة إلى رفع القمامة، اكتفى بالمشاهدة فى يومى مبادرة «وطن نظيف»، وعندما دعاه أحد أعضاء المبادرة للمشاركة كان جوابه: «كده غلط».
«إيهاب» يرى أنه لا يصح أن يدفع المواطن 3 جنيهات وتقتطع الدولة من راتبه ضرائب ثم ينزل بنفسه لتنظيف مصر، ويقول: «لو الدولة مش قادرة تحل المشكلة جذريا تقولنا وترفع عنّا الـ3 جنيه من على فاتورة الكهرباء التى تقطع كل ساعة وإحنا هننزل ننضف بطريقتنا، لكن طالما أننا ندفع نظير لخدمة فلابد أن يقوم بها المسؤول عنها».
«تويتر» أيضا استقبل المبادرة بطريقته، أعضاء بالمبادرة ينشرون الصور ويردون على الانتقادات، ومواطنون يرفضون الاستمرار فى القيام بدور الدولة والشعب فى نفس الوقت.
«روبى» شجعت الفكرة لكنها تساءلت عن كيفية استمرار النظافة حتى لا تكون لمدة يومين فقط، و«الشاذلى» طالب المبادرة بأن تضمن له ألا يعود كوم القمامة الذى يزيله فى اليوم التالى، أما «سالم» فقال: «مش معترض ع الفكرة إنما لو نزلنا مين اللى هيحاسبنا ؟ ولا إحنا نلم والشركات تاخد فلوسها».
«أحمد الدورى» أحد المشاركين فى المبادرة رد على الانتقادات قائلا: «متشاركش فى حملة وطن نظيف لكن متنتقدهاش، وعى مجتمعى وعمل جماعى بداية مشاريع ضخمة لتدوير القمامة، مش انتقاد وخلاص، ما انتوا عارفين فساد المحليات».
أما «الخاطرى» فقال: «لو دعا صباحى أو البرادعى لحملة لنظافة الوطن لوجدت الأقلام والكتاب يتفننون فى وصف العبقرية وأهمية المشاركة الشعبية»