في أول رد فعل على إعلان تشكيل «المجلس العسكري الثوري الأعلى» في اسطنبول، رفض العقيد رياض الأسعد، قائد «الجيش السوري الحر»، المنشق عن القوات النظامية الخطوة، التي اتخذها ضباط منشقون أيضًا معتبرًا أن هذه الخطوة «مساندة يقدمها هؤلاء للنظام عبر شق الصفوف».
وقال الأسعد، في اتصال هاتفي مع وكالة الأنباء الألمانية، «نحن ضد أي تشكيل عسكري مواز للمجلس العسكري الذي شكلناه بالفعل داخل صفوف وقيادات الجيش السوري الحر، وأعتبر أن ذلك مساندة يقدمها هؤلاء للنظام عبر شق الصفوف وتشتيت جهود المعارضة».
وكان منشقون عن الجيش السوري قد أعلنوا، الإثنين، تشكيل «المجلس العسكري الثوري الأعلى» ليحل محل الجيش السوري الحر، على حد قول البيان الذي أصدروه.
وأوضح المجلس العسكري، في بيانه، أن قائده هو العميد الركن مصطفى أحمد الشيخ، أعلى رتبة لضابط ينشق عن الجيش، وأضاف البيان أنه تم الاتفاق على تشكيل المجلس «تمهيدًا لإعلان النفير العام لتحرير سوريا».
وشدد الأسعد على أن انشقاق قيادات عسكرية عليا عن الجيش النظامي، حتى ولو كانت تفوق رتبته، لن توثر عليه شخصيًا أو على قواته، موضحًا: «هذا لن يؤثر علينا لأننا في ثورة، والثورات تعرف بقياداتها ولا علاقة لها بالرتب العسكرية أو بأي أمور أخري».
وأكد الأسعد أن جيشه مُصر على إكمال المعركة ولو بمفرده حتى يلحق الهزيمة بكتائب بشار الأسد ويحقق أمل الشعب السوري في إسقاط النظام.
وردًا على سؤال حول ما إذا كانت قواته قادرة بمفردها على إلحاق الهزيمة بالجيش النظامي خلال فترة وجيزة دون تدخل خارجي، أجاب: «لا نملك السلاح الكافي لمجابهة هذا النظام، وبالتالي هزيمتنا لجيشه تتوقف على مدى التسليح الذي يمكن أن يتوفر لنا خلال الفترة القادمة».
وأضاف: «لا نستطيع أن نقول إننا مسيطرون علي منطقة ما بأي محافظة ولكني أؤكد أننا منتشرون في كل نقطة تراب بأرض سورية»، وشدد على أنه رغم تفوق كتائب الأسد عددًا وتسليحًا إلا أن الحالة المعنوية والنفسية لها باتت منهارة.
وأشار الأسعد إلى أن قوات الحرس الجمهوري التي تتمركز في العاصمة دمشق لحماية النظام بدأت تشتبك مع قوات الجيش الحر «في عمليات صريحة وواضحة بريف دمشق»، وقال إن «قوات الحرس الجمهوري تمتلك السلاح الأقوى والأكثر تطورًا بالجيش النظامي وهي الذراع الطولى للنظام بين كل قطاعاته».
وذكر الأسعد أن قوام الجيش الحر تجاوز 50 ألف جندي منشق، بينما يبلغ قوام الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة من الجيش التي يقودها ماهر الأسد قرابة المائة ألف جندي.