قال المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، عمرو موسى، إنه سيتصدى للفساد لتعزيز الاقتصاد وسيحافظ على علاقات قوية مع الولايات المتحدة وسيحترم معاهدة السلام مع إسرائيل وسيتعاون مع الإسلاميين الذين يسيطرون الآن على البرلمان.
وأضاف موسى، في تصريحات أدلى بها لوكالة «رويترز»: «أعتقد أنهم (المجلس العسكري) سيسلمون السلطة. أعتقد أن القيام بخلاف ذلك سيكون كارثياً على الجميع»، وأكد موسى الذي كان يتحدث بمقر حملته الانتخابية بالجيزة: «سيكون الجيش إحدى المؤسسات الأساسية في البلاد لكنه ليس منفصلاً بمعنى ألا يكون له وضع مستقل بذاته والبلاد لها وضع آخر».
وطالب الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية بضرورة انتقال السلطة بشكل أسرع من الجيش، قائلاً إنه ينبغي أن تجرى الانتخابات الرئاسية في أبريل المقبل، وقال «ما يهم الآن هو أن يتم نقل السلطة في غضون الأسابيع القليلة المقبلة».
وتوترت العلاقات في الآونة الأخيرة بين حكام مصر العسكريين والولايات المتحدة، بعدما قررت السلطات المصرية توجيه اتهامات لعاملين في مجال المجتمع المدني، ومن بينهم «أمريكيون يعملون لحساب جماعات تدعو للديمقراطية»، مقرها في الولايات المتحدة.
واتهمت الحكومة النشطاء بالعمل لحساب منظمات غير مرخصة بشكل قانوني والحصول على أموال بطريقة غير مشروعة من الخارج.
وعن هذا الأمر قال وزير خارجية مصر الأسبق إنه ليست لديه تفاصيل عن القضية لكنه يعتقد أنه «كان ينبغي التعامل معها بطريقة مختلفة»، وقال إن مصر كانت حساسة لعمل المنظمات غير الحكومية.. لكن هذا هو عصر المنظمات غير الحكومية، لا يمكننا أن ننكر أهمية وجود المنظمات غير الحكومية في جميع أنحاء العالم».
وردًا على سؤال عن رؤيته لاتفاقية السلام التي أبرمتها مصر مع إسرائيل عام 1979، قال موسى «سنحترم جميع معاهداتنا بما في ذلك المعاهدة بين مصر وإسرائيل وأتوقع أنهم سيفعلون الشيء نفسه».
وفي سنوات حكمه الأخيرة، تعرض الرئيس السابق حسني مبارك لانتقادات في الداخل بسبب سياسته تجاه الشرق الأوسط، وقال منتقدون إن هذه السياسة جعلت مصر تنحاز بشكل وثيق لإسرائيل، على سبيل المثال، من خلال التعاون في فرض الحصار على قطاع غزة الذي تديره حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس).
وينظر إلى تلك السياسة، في المقابل، على أنها نتيجة لعلاقة مبارك مع واشنطن، أوثق حليف لإسرائيل، ومصدر 1.3 مليار دولار سنويا في صورة مساعدات عسكرية للقاهرة.
وقال موسى إن نهج مبارك في العلاقات مع واشنطن «لم يعد صالحًا»، وقال إنه سيبدأ «حوارًا استراتيجيًا» مع الولايات المتحدة.
وقال «لا توجد مصلحة لأي بلد كبير أو صغير أو متوسط الحجم في أن تكون لديه علاقات سيئة مع الولايات المتحدة.. وعلى نفس المنوال مصر التي تعود بعد ثورتها لدورها كدولة رائدة في الشرق الأوسط تحتاج إلى.. علاقة خاصة».
وعن أولوياته الداخلية، قال موسى إنه يريد بناء «ديمقراطية كاملة» مع القيام بإصلاحات أوسع وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وأضاف: «يجب أن تكون ديمقراطية أكثر عمقًا تشمل حقوق الإنسان والحريات الأساسية، والفصل بين السلطات واستقلال القضاء». وأضاف «لا أستطيع تجاهل حقيقة مؤسفة جداً هي أن 50% من سكاننا يعيشون حول أو عند خط الفقر، وهذا سيحدد ويجب أن يحدد كل سياساتنا الخارجية والإقليمية والوطنية».
وفي حديثه عن خططه للاقتصاد، تعهد موسى بالقضاء على المحسوبية، التي أرجع لها العديد من مشاكل مصر، وقال «انتهت أيام الأصدقاء والمقربين».
وعن دعم الإخوان المسلمين له في انتخابات الرئاسة، قال موسى إنه لم يناقش حتى الآن ترشحه للرئاسة مع الجماعة لكنه يرى مجالاً للتعاون. وأوضح «كلانا في نفس الموقف: إننا مواطنون وطنيون نريد إنقاذ البلاد.. لن يكون هذا هو الحال إذا دخلنا في صراع.. في حين تغرق البلاد».