انتقد معارضون سوريون بالخارج ما وصفوه بـ«تباطؤ» مصر في اتخاذ مواقف جادة إزاء النظام السوري، لنجدة الشعب من الممارسات القمعية لقوات الأمن الحكومية بحق المتظاهرين المناهضين للرئيس بشار الأسد.
وقال هيثم المالح، شيخ الحقوقيين السوريين، عضو المجلس الوطني السوري لـ«المصري اليوم» إن موقف المجتمع الدولي «محزن لأنه تقاعس وتباطئ في نجدة الشعب السوري، الذي يُقتل يوميًا بالرشاشات والدبابات وقصف المدفعية»، وأكد أن «الموقف العربي لم يكن في مستوى الحدث، والمبادرة العربية فاشلة منذ البداية، ومجرد مضيعة للوقت».
وأضاف المالح، في ندوة نظمتها «لجنة دعم مطالب الشعب السوري في التغيير» في الجزائر، أن «النظام السوري أثبت أن لا جدوى لكل المبادرات السلمية، لأنه وصل إلى السلطة بانقلاب عسكري، ولا يعرف من الوسائل إلا القتل والتعذيب والتنكيل والتدمير، هذا النظام الذي أخذ السلطة بالقوة لا يمكن أن يغادرها إلا بالقوة».
وأشار المالح، خلال الندوة التي عقدت بمناسبة مرور 30 عامًا على مجزرة حماة، إلى أن «ما يحدث في سوريا اليوم هو امتداد لجرائم النظام السوري منذ وصول عائلة الأسد إلى السلطة، وامتداد لما حدث في حماة قبل 30 عامًا».
واعتبر المالح، أن موقف كل من مصر والجزائر لم يكن على مستوى طموحات الشعب السوري، الذي ينتظر الكثير من إخوانه العرب، مشددًا على أن هناك 3 أنظمة عربية تدعم ممارسات النظام السوري بحق الشعب الأعزل، وهي الجزائر ومصر والسودان، وأعرب المالح عن أمله في أن «تراجع هذه الدول مواقفها، وأن تساند الشعب السوري في معركته ضد نظام الطغيان والظلم».
حضر الندوة عدد من الشخصيات السورية المعارضة، سواء تلك المقيمة في الجزائر، أو تلك التي حضرت خصيصًا من أجل المشاركة. وفي مداخلة له، أكد فاتح الراوي، عضو الهيئة العامة للمجلس الوطني السوري، أن الشعب السوري عتب على إخوانه في الجزائر، «لأن صوت الجزائر كان خافتًا».
وبمناسبة مجزرة «حمص» الجارية في سوريا، استحضر الراوي ذكرى «مذبحة حماة»، التي قتل فيها أكثر من 47 ألف قتيل على أيدي رجال النظام السوري، موضحًا أن حافظ الأسد أعطى أوامره بـ«دك المدينة فوق رؤوس ساكنيها، باستخدام المدفعية الثقيلة، وأن سرايا الدفاع التي كان يقودها رفعت الأسد عاثت في الأرض فسادًا، وأنها قتلت أبناء المدينة الأبرياء ولم تفرق بين طفل أو شيخ أو امرأة حامل»، تماما مثلما يحدث الآن في مختلف ربوع سوريا.
وأشار الراوي، في هذا السياق، إلى أن جرائم الأسد الأب يواصلها اليوم الأسد الابن، الذي قصف المساجد، وسمح لشبيحته بتدنيس المساجد، وإهانة المصحف الشريف، وقتل الأبرياء من أطفال ونساء وشيوخ.
بدوره، قال محمد حازم شكري فيصل، العضو في لجنة دعم مطالب الشعب السوري في التغيير: «10 أشهر مرت الآن على الثورة والشعب لا يطالب إلا بحقه في الكرامة والحرية، حتى وصل به الأمر إلى أن يطالب اليوم بحقه في أن يصل جثمانه إلى قبره، دون أن يُجرح أو يُقتل أحد من مشيعيه».
وشدد فيصل على انتقاداته لـ«التواطؤ الدولي والتغافل العربي، وإصرار نظام الأسد على بطشه وتجبره»، بما جعل «التدخل الدولي وعسكرة الثورة هما النهاية لهذه الثورة»، على حد قوله.