نقلت صحيفة «أوبزرفر» البريطانية شهادة اللاعبين في فريق «المصري» البورسعيدي، كريم ومحمد ذكري، عما حدث في استاد «بورسعيد» أثناء المباراة الدامية مع فريق «الأهلي»، فأكدا أن «الشرطة حرضت على ارتكاب المجزرة».
وقال الشقيقان التوأم: «إن العنف، الذي حدث ليلتها كان مخططًا ومدبرًا، وشجعت عليه الشرطة، ودعمها الجيش». وأضافا أن هناك دليلا قويا على أن سفك الدماء، الذي أسفر عن سقوط عشرات القتلى وألف من المصابين كان مدبرًا.
وحسب الصحيفة، فإنه بعد انتهاء المباراة، قام مئات من مشجعي فريق «المصري» بمهاجمة مشجعي الفريق الزائر، الأمر الذي أصاب جمهور الأهلي بالذعر، فبحثوا عن مخرج، إلا أنه تبين أن الأبواب المعدنية تم لحامها وغلقها، وهو ما أدى إلى سحق عشرات المشجعين حتى الموت.
وأوضح محمد ذكري أن كثيرا من أصدقائه كانوا في الاستاد، وأقسموا له أن الشرطة كانت تقول لهم «اذهبوا واضربوهم «أي اضربوا مشجعي الأهلي»، لأنهم يقولون إنكم لستم رجالا».
وأضاف أنه رأى خلال الشوط الثاني حوالي 10 مسلحين «بلطجية» يتجمعون خارج الاستاد، أمام 50 عسكريا من الشرطة، لكن لم يتحرك من أفراد الشرطة شخص واحد.
وتابع اللاعب، الذي لم يشارك في المباراة، وإنما كان يشاهدها في مقهى بالقرب من الاستاد، أن البلطجية «كانوا يحملون سيوفا وغالبا كانوا يخفون أسلحة صغيرة معهم». وقال إنه تعجب من رد فعل الشرطة، «خاصة أن البلطجية وصلوا في سيارات وبعضهم ذهب مباشرة للوقوف بعيدا».
وبدوره، أكد كريم أنه ذهب إلى غرفة تغيير ملابس لاعبي الأهلي عقب انتهاء المباراة، ليطمئن أنهم بخير، فوجد أمامه «كارثة، وجثث ملقاة على الأرض معظمها من الاختناق والدهس»، ثم قال إنه خرج من غرفة تغيير الملابس ليساعد مشجعي الأهلي على الخروج.
وأضاف كريم ذكري أن أنوار الاستاد تم إطفاؤها، موضحا أن ذلك كان أحد أسباب الكارثة، «فالناس كانت تدهس بعضها دون أن ترى». وقال: «كنت أحاول إخرج أكبر عدد من الناس خارج الاستاد وعدت إليه أكثر من مرة، والغريب أنني لم أجد أي أفراد للشرطة على المدرجات أو في نفق اللاعبين، حيث كنت أخرج المصابين».
وأوضحت الصحيفة أن أقوال اللاعبين ربما تزيد من الاعتقاد بأن العنف كان «منظما من الجيش ضد ألتراس الأهلي، الذين كانوا يواجهون الشرطة في المباريات، ويواجهونها في الميادين أثناء الثورة».
وأكد محمد أنه لم يكن هناك أي تفتيش للمشجعين أثناء دخول الاستاد، وهو أمر غير اعتيادي على الإطلاق، كما لم يتم فحص التذاكر، وللمرة الأولى في تاريخ بورسعيد لم يحضر المحافظ ومدير الأمن المباراة.
وقال الشقيقان إنهما يخاطران بحياتهما بحديثهما عما حدث، ولكنهما أكدا أنهما مستعدان للموت مثل هؤلاء، الذين قتلوا في الاستاد إذا كان ذلك من شأنه إعلان الحقيقة للجميع.