x

«مرتفع للغاية وقريب جداً».. أوجاع 11 سبتمبر فى سباق الأوسكار

السبت 04-02-2012 17:03 | كتب: ريهام جودة |
تصوير : other

لايزال «11 سبتمبر» تاريخاً لحادث وذكرى تؤرق الأمريكيين رغم مرور ما يزيد على 10 سنوات على ذكرى الهجوم على مركز التجارة العالمى، وستبقى الذكرى مادة خصبة لصناع السينما فى هوليوود لتقديم المزيد عنها ما بين أفلام وثائقية وروائية طويلة وقصيرة، ويعد فيلم «قريب جداً ومرتفع للغاية» أحدث الأعمال التى تتناول 11 سبتمبر، والذى كان أبرز ملامحه انهيار برجى مركز التجارة العالمى فى نيويورك والهجوم على وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون، والعمل أحد الأفلام التسعة التى تتنافس على جوائز الأوسكار هذا العام يأتى بدراما إنسانية مختلفة تمس الأمريكيين بشكل خاص، وهو ما يجعل الفيلم الأقرب لمذاق أعضاء الأكاديمية الأمريكية لعلوم وفنون السينما المانحة للأوسكار، بغض النظر عن تفوق أعمال أخرى عليه فى الفوز بأكبر عدد من الترشيحات أو بجوائز سابقة مهمة، مثل «الفنان» الحاصل على «جولدن جلوب» كأفضل فيلم موسيقى أو كوميدى وجائزتى «اتحاد المخرجين الأمريكيين» و«اتحاد المنتجين الأمريكيين»، والذى رشح لعشرة جوائز «أوسكار»، و«هيوجو» للمخرج «مارتن سكورسيزى» الذى رشح لـ11 جائزة.

فيلم «قريب جداً ومرتفع للغاية» بطولة «توم هانكس» و«ساندرا بولوك»، وأخرجه البريطانى «ستيفن دالدرى»، ومأخوذ عن كتاب لـ«جوناثان سافران فوير»، نشره عام 2005، وكان أحد أوائل الأعمال التى تناولت هجمات الحادى عشر من سبتمبر، وبالتالى جاء مفعما بالصدمة الأولى مما حدث فى ذلك اليوم واهتزاز الأمن القومى الأمريكى وسقوط عشرات الضحايا بقبضة إرهاب تنظيم القاعدة، ويقول مخرج الفيلم «ستيفن دالدرى»: «بعض الناس يرون الجرح أكبر كثيرا من إمكانية تجاوزه، والبعض يرى إمكانية علاجه، وبين هذا وذاك كان على اتباع إحساسى الخاص، ووصف «دالدرى» الفيلم بأنه تجربة عاطفية مؤثرة أكسبته الكثير من الخبرة.

تدور أحداث الفيلم حول «أوسكار» الطفل فى الحادية عشرة من عمره، بعد عام من فقد والده خلال هجمات 11 سبتمبر، فى يوم يصفه بـ«أسود يوم فى التاريخ»، فقد كان متعلقا للغاية به ويعتبره نافذته إلى العالم والثقة فى الآخرين، ويحاول «أوسكار» أن يبقى على ذكرياته لوالده وعدم نسيانه بالبحث فى مدينة نيويورك عن مفتاح غامض كان يخص والده، وفى الوقت الذى يئست فيه والدته من البحث، تشاركه جدته وجده المسن قليل الكلام رحلة البحث، التى يسترجع خلالها «أوسكار» عبر الفلاش باك مرارة الذكريات الأليمة لهجمات 11 سبتمبر، حيث تنهارشبكات المحمول فى المدينة وتتوقف المكالمات الهاتفية بينه وبين أبيه، مثل سائر سكان «نيويورك» وقتها، كما تغطى سحابة كثيفة من الغبار والدخان الناشئ من اصطدام طائرتين ببرجى مركز التجارة العالمى وانهيارهما، ويفقد «أوسكار» أباه كما حدث مع عشرات الأطفال الذين فقدوا ذويهم وقت الحادث الذى روع الأمريكيين. ويمثل الفيلم تجربة قريبة من صناعه، ففى 11 سبتمبر 2001 كان المخرج «ستيفن دالدرى» يعمل على فيلمه «الساعات» فى نيويورك، بينما كانت بطلة الفيلم «ساندرا بولوك» فى فندق قريب من مركز التجارة العالمى، وتابعت عن قرب توابع انهياره، وقالت «ساندرا»: أتمنى أن نكون جميعاً جاهزين لمشاهدة هذا الفيلم، وأن نخوض معا تجربة العلاج مما حدث، رغم أننى أكره أن أقول كلمة «العلاج»، لكننا يجب أن نتعافى تماماً من جراح 11 سبتمبر.

ورغم أن الأمريكيين شاهدوا عدداً من الأفلام عن الهجمات على مدى أكثر من 10 سنوات، كان أبرزها «يونايتد 93» للمخرج «بول جرين جراس» و«مركز التجارة العالمى» للمخرج «أوليفر ستون»، فإن النقاد رأوا أن الجمهور الأمريكى لايزال شغوفاً بمتابعة عمل عن هذه المأساة وعرض من القصص الإنسانية الموجعة، لكن بكثير من الأمل وفقاً لرؤية الفيلم نحو غد أفضل، الذى يمثله الطفل «أوسكار» ورغبته فى التعافى من فقدان والده.

وإلى جانب النجمين «توم هانكس» و«ساندرا بولوك»، فإن اختيار من يمثل دور ابنيهما «أوسكار» كانت مهمة صعبة للمخرج «ستيفن دالدرى»، فقد قام بكاستينج لعدد من الأطفال، لحين استقراره على الطفل «توم هورن» - 13 عاماً - لتقديم الشخصية، والذى شارك من قبل مرة واحدة فى مسلسل «جيوباردى».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية