اتهم رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، النظام السوري بوضع عدة مناطق في شمال سوريا «في عهدة» حزب العمال الكردستاني، وحذر من أن تركيا يمكنها ممارسة حقها في ملاحقة المتمردين الأكراد الأتراك داخل سوريا في حال الضرورة.
وقال أردوغان، في مقابلة مع قناة «كانال-24»، مساء الأربعاء: «في هذه اللحظة نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد، متركز في دمشق ومحشور هناك وفي جزء من منطقة اللاذقية أيضًا. في الشمال وضع خمس محافظات بعهدة الأكراد، المنظمة الإرهابية»، في إشارة إلى حزب العمال الكردستاني.
وأضاف أن «هؤلاء يحاولون الآن إيجاد وضع يتفق مع مصالحهم عبر رفع صور زعيم المنظمة الإرهابية الانفصالية» في إشارة إلى عبد الله أوجلان، زعيم حزب العمال الكردستاني الذي يخوض كفاحا مسلحا ضد أنقرة منذ 1984.
وردًا على سؤال عن إمكانية ان تستخدم تركيا حقها في مطاردة المتمردين في حال الضرورة داخل الأراضي السورية، إذا قاموا بعمل ما في تركيا، قال أردوغان إنه «أمر غير قابل للنقاش، هذا أكيد، هذه هي المهمة وهذا ما يجب أن نفعله».
وأضاف أن «هذا في نهاية المطاف جزء من تغيير قواعدنا للاشتباك» للجيش التركي حيال سوريا، والذي أعلنت عنه أنقرة بعدما أسقط الدفاع الجوي السوري طائرة قتالية تابعة لها قبالة السواحل السورية.
وقال أردوغان: «هذا ما نفعله أصلا وما نواصل القيام به في العراق. إذا قمنا بشن ضربات جوية على مناطق الإرهابيين من حين لآخر فان الأمر يتعلق بإجراءات اتخذت لضرورة الدفاع».
وأكد رئيس الوزراء التركي أن أنقرة تعتبر أن نشر دمشق لحزب العمال الكردستاني، أو فرعه السوري حزب الاتحاد الديمقراطي، قرب الحدود التركية، خطوة «موجهة ضد تركيا». وأضاف: «سيكون هناك بالتأكيد رد من جانبنا على هذا الموقف».
وشنت القوات التركية طوال الأعوام الثلاثة الماضية عمليات في شمال العراق، لملاحقة متمردين أكراد أتراك ينتمون إلى نفس الحزب الذي تعتبره إرهابيًا.
ونشبت أزمة دبلوماسية بين سوريا وتركيا عام 1996 عندما اتهمت أنقرة دمشق بإيواء زعيم الحزب عبد الله أوجلان. وحلّت الأزمة وقتها بوساطة مصرية.
وقبضت تركيا على أوجلان لاحقًا وحكمت عليه بالسجن المؤبد.