x

في «عام التنين».. مبارك يتحول لشخصية روائية دون أيديولوجيا

الخميس 26-07-2012 00:26 | كتب: بوابة الاخبار |
تصوير : رويترز

 

صدرت مؤخرًا عن دار «الكتب خان» رواية للكاتب الشاب محمد ربيع بعنوان «عام التنين»، وتعد الرواية الأولى التي تتناول عهد مبارك، حيث يظهر كشخصية روائية، تخلو من الأيديولوجيا ولا تتكئ فقط على الحدث السياسي.

الرواية أقيم لها حفل توقيع في مكتبة «الكتب خان» بالمعادي، حيث تحدث الكاتب هيثم الورداني عن كون الرواية سياسية، ولكن بالرغم من رفض الأجيال الجديدة للأعمال الأدبية، التي تأخذ أشكالا سياسية مباشرة، فإنه وجد هذه الرواية ممتعة بشكل خاص، حسب وصفه.

وأكثر ما أعجب الورداني هو أن الرواية برغم تصنيفه لها بأنها رواية سياسية، فإنها تخلو من الأيديولوجيا، لافتا في حديثه لـ«DW» الألمانية على موقعها الإلكتروني، لوجود نماذج كثيرة من القصص السياسية في مصر التي تظهر فيها الأيديولوجيا عندما يكون موضوعها سياسيا، لكن هذه الرواية مختلفة، موضحا بقوله: «ليست هناك رؤية أيديولوجية معينة، وإنما بعض التأملات حول السياسة في عهد مبارك والقمع، وشعرت بامتنان لهذا العمل الذي يحتاجه القارئ في هذه اللحظة المشحونة سياسيا».

ويقول «الورداني»: «الرواية كانت بالنسبة لي تشبه الكتالوج لطبائع الاستبداد التي تم تطبيقها في عهد مبارك»، مضيفا كلمة قالها الروائي اللبناني الشاب، هلال شومان، في حفل التوقيع الذي أقيم للكاتب: «ربما يرجع غياب الأيديولوجيا عن الرواية لغياب الأيديولوجيا عن عهد مبارك نفسه، عبد الناصر كانت له أيديولوجيا، والسادات كانت له أيديولوجيا نقيضه، ولكن مبارك لم تكن لديه أية أيديولوجيا».

ويعد مبارك شخصية في الرواية كما يقول الورداني، ولكن ما هو أهم من هذا هو أثر البيئة التي خلقها نظامه، فقد ظهر مبارك في المشهد النهائي في الرواية كما أن صورته مرسومة بداخل صفحات الكتاب، ولكن المهم هو أثر نظامه على حياة المصريين.

أما الشاعر والقاص، ياسر عبد اللطيف، يعتقد أن الرواية أيضا هي عمل سياسي، قائلا: «الرواية لا تتحدث عن الثورة، وإنما عن مصر في نهاية عهد مبارك، وهي تتحدث عن مصر تحت الحكم الشمولي بشكل عام، وحكم مبارك بشكل خاص، ومبارك في الرواية ليس شخصية روائية وإنما فكرة». رواية «عام التنين» تتعرض لطرق خداع المجتمعات والشعوب عن طريق الإعلام وتقارير المخبرين، ويضيف «عبد اللطيف»: «يمكننا اعتبارها رواية سياسية، ولكن هذا ليس كل شيء، فهي رواية أيضا بالمعنى المجرد للرواية، تحتوي على سرد ممتع وقصة رئيسية، ولا تتكئ فقط على الحدث السياسي».

وكتب «عبد اللطيف» كلمة على غلاف في الرواية، وفيه نص على أن الروائي «يدخل إلى سراديب البيروقراطية المصرية، وأقبية الدولة العميقة، وعملائها المبثوثين في كل مفاصل الحياة»، ووضع «عبد اللطيف» مصطلح «الدولة العميقة» بين علامتي تنصيص، وهو المصطلح المثير للجدل في الواقع المصري الحديث، وذلك، كما يقول، للإشارة إلى المصطلح الذي أصبح «موضة» الآن بين من يحللون الواقع المصري السياسي.

أما الكاتب محمد ربيع فيشير إلى أنه انتهى من حوالي 80 في المائة من روايته قبل الثورة، ثم توقف مع الثورة وداهمه إحساس أن الرواية أصبحت بلا قيمة بعد سقوط نظام حسني مبارك، وتوقف لمدة ستة أشهر تقريباً، ثم انتصر على إحساسه هذا وعاود الكتابة فيها وأنهاها.

ويضيف ربيع أن: «دخول شخصية مبارك في الرواية جاء مع الوقت، وروايته أصلاً كانت عن مجموعة من المواطنين المطحونين، إذا جاز التعبير، ممن يعانوا من الفقر وعدم الاهتمام والأمراض الشائعة لدى المصريين، بالإضافة إلى جيش من منافقي مبارك».

ويقول «ربيع»: «دخول شخصية مبارك باسمه لم يكن مطروحا من البداية، حيث كانت الشخصية تتخذ اسم (سيادة الرئيس)، ولكن بعد الثورة قررت تسمية هذا الرئيس بمبارك».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية