x

خطب الجمعة تتحول إلى «مرثية للشهداء» ومطالبات بالقصاص (فيديو)


سيطرت أحداث بورسعيد على خطبة ميدان التحرير ومساجد القاهرة والمحافظات، الجمعه، وتحولت الخطب إلى مرثية للشهداء، ودعوات للقصاص من المسؤولين عن «المجزرة»، وطالب مظهر شاهين، خطيب مسجد عمر مكرم بميدان التحرير، بضرورة محاكمة جميع القيادات الأمنية فى محافظة بورسعيد، محملاً المجلس العسكرى المسؤولية عن تلك الأحداث، ومطالباً وزارة الداخلية بعدم إطلاق قنابل الغاز. وشدد «شاهين»، خلال خطبته بميدان التحرير، الجمعه، على ضرورة نقل الرئيس المخلوع من المركز الطبى العالمى إلى مستشفى السجن بطرة، قائلا: «الكل أمام القانون سواء»، مطالبا بضرورة التفريق بين فلول النظام السابق المحبوسين فى «طرة» ويخططون للمؤامرات لإجهاض الثورة.

وقال إن «أعداء الثورة يتعمدون عرقلة تسليم السلطة لدولة مدنية والقصاص للشهداء، وذلك عن طريق افتعال مشكلات، مثل ما شهدناه فى اليومين الماضيين من سطو على البنوك والشركات والمحال وانتهاء بحادث بورسعيد، وليس لدى شك أن حادث بورسعيد مدبر بغرض الوصول إلى حرب أهلية».

وفى مسجد مصطفى محمود، قدم الشيخ محمد المنسى، خطيب المسجد، تعازيه إلى أسر ضحايا أحداث بورسعيد، وقال: «هناك أعداء للثورة، فى الداخل والخارج، وهم كارهون للوطن، ويريدون تدميرنا»، وتابع: «إلى متى سيستمر نزيف الدم على أرض مصر.. حان الوقت إلى الاحتكام لصوت العقل والحكمة، بدلا من الاحتكام إلى السلاح والقتل».

وانتقد خطيب مسجد مصطفى محمود ما سماه «الإعلام المثير للفتن»، مستشهدا بمقدمة خبر يصف المباراة بالمعركة الحربية، مطالبا بوجود ميثاق شرف إعلامى، يلتزم فيه الإعلاميون بألفاظ محددة لا تثير شعور القارئ، وناشد «المنسى» المصلين بالتزام الهدوء وتجنب الصدام، والتوقف عن المسيرات، بمجلس الشعب، والداخلية، قائلاً: «احتفظوا بجهدكم للمعركة القادمة وهى الأصعب وهى مرحلة بناء مصر». وقال الشيخ صلاح نصار، خطيب الجامع الأزهر، إن سفك الدماء من أكبر الكبائر، وأضاف: «الموت حق، وعلينا أن نصبر ونحتسب لله، فإن هؤلاء شهداء عند ربهم يرزقون، وأن نواجه كل التحديات بالصبر والعمل الجاد المثمر، وبناء النفس أولاً وقبل كل شىء، وأقول لمن يقوم بوقفات تقطع الطريق وتضر الناس اتقوا الله فى بلدكم هذا، وليكن هدفنا واحداً وهو إنقاذ هذا الوطن».

وعقب صلاة الجمعة، أدى المصلون صلاة الغائب على أرواح الشهداء، والصلاة على جثمانين، أحدهما من شهداء مذبحة بورسعيد.

وشهدت خطبة الجمعة فى مسجد الاستقامة اعتراض عدد من المصلين على رؤية الخطيب للأحداث السياسية التى تشهدها البلاد، بعدما تحدث عمن سماهم «العملاء والخونة الذين ينشرون الفتنة فى البلاد بتشجيع من الإعلام الفاسد».

وصب الخطيب عبده مقلد، عضو هيئة كبار علماء الجمعية الشرعية، غضبه على المحتجين أمام البرلمان، وتساءل: «من هؤلاء الذين هتفوا الشعب يريد إسقاط البرلمان.. وعن أى شعب يتحدثون».

وركز الشيخ فى جانب كبير من خطبته على «الأخلاق وكيفية تقويمها فى الإسلام»، وقال: «هناك أشخاص ينطلقون كالثيران يسفكون الدماء»، وأبدى تعجبه من الأخلاق التى تدفع شباباً لرفع الأحذية فى وجه مجند أمن مركزى يحمى منشأة ويسبونه بأفظع الألفاظ، متعجباً فى الوقت نفسه، من عدم وجود أخلاق تمنع شباباً من إلقاء مشجعين فى عمر الزهور من أعلى استاد الكرة.

وناشد الشيخ عبدالحفيظ غزال، إمام وخطيب مسجد الفتح برمسيس، الإعلاميين بأن يقوموا بدور بناء تجاه الشعب المصرى، قائلا إنه يوجد الكثيرون ممن لا يعرفون شيئا ويأخذون معلوماتهم من الإعلاميين، وأضاف أن «ضحايا بورسعيد شهداء عند الله يرزقون»، داعيا الله أن يثبت قلوب آبائهم.

وقال الشيخ سعيد عامر، خطيب مسجد النور: «على كل المتواجدين فى طرة وإسرائيل وأمريكا: أنتم تريدون خراب مصر ولن تستطيعوا»، متسائلا: «لماذا لم تتم إدانة أى من المتواجدين فى طرة حتى الآن»، فيما قال الشيخ حافظ سلامة، عقب صلاة الجمعة، وبعد أداء صلاة الغائب على أرواح الشهداء، إن كل المصائب التى تشهدها البلاد بسبب رموز النظام السابق المحبوسين فى طرة، مطالبا بالإسراع فى تكوين اللجان الشعبية مرة أخرى لحماية الشعب. وحذر خطباء «الجمعة» بالمحافظات من سفك دماء المصريين وطالبوا بمحاسبة الجناة المتسببين فى أحداث بورسعيد، وأدوا الصلاة على أرواح الضحايا.

ففى مدينة 6 أكتوبر حذر الشيخ محمد عاشور، إمام مسجد الأبرار، من سفك الدماء بغير الحق ما يؤدى إلى الفرقة والتشرذم والاختلاف وضعف الأمة وتفككها وإذكاء نار الفتنة فى ظل تربص المتربصين، ودعا إلى الضرب بقوة على أيدى المخربين الذين يعيثون فى الأرض فسادا، كما دعا لإنقاذ مصر من الخطر الذى يحدق بها ويهدد أمنها.

وفى بنى سويف، أدى المصلون فى العديد من مساجد المحافظة صلاة الغائب بعد صلاة الجمعة على شهداء أحداث بورسعيد، وتضمن دعاء الخطبة الثانية التضرع إلى الله أن يخرج مصر من هذا النفق المظلم ويعيد إليها الأمن والأمان.

وفى الغردقة، طالب الشيخ عصام المراغى، إمام مسجد عبدالمنعم رياض، بوقف الأنشطة الرياضية فى مصر عاماً، حداداً على ضحايا ستاد بورسعيد وحتى عودة الأمن للبلاد، وفى القليوبية طالب خطباء المساجد، المصلين بالدعاء إلى الله لوقف نزيف الدماء على أرض مصر وأن يحفظها، وشددوا على ضرورة ضبط النفس بين أفراد الشعب «لأننا فى النهاية أبناء وطن واحد لا يجب أن نشهر أسلحتنا فى وجه بعضنا».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية