فى ذكرى موقعة الجمل الأولى أغلق مئات المعتصمين بـ«ميدان التحرير» الخميس ، جميع مداخل ومخارج الميدان، ومنعوا السيارات من الدخول احتجاجاً على «أحداث بورسعيد»، وهو ما كرره متظاهرو ماسبيرو الذين قطعوا طريق الكورنيش أمام اتحاد الإذاعة والتليفزيون، فيما طالب تحالف ثوار مصر بإقالة وزير الداخلية ومحافظ بورسعيد واتحاد كرة القدم.
تحركت مسيرة تضم الآلاف من شباب الألتراس والاشتراكيين الثوريين والمتظاهرين من أمام مقر النادى الأهلى بالجزيرة، متجهة إلى ميدان التحرير، وسط انقسامات بينهم حول استمرار المسيرة لوزارة الداخلية من عدمه. ورفع المتظاهرون لافتات وأعلاماً سوداء حداداً على أرواح شباب الألتراس الذين لقوا مصرعهم فى أحداث بورسعيد، وطالبت المسيرة بإسقاط المجلس العسكرى ومحاسبة المشير.
وردد المتظاهرون العديد من الهتافات التى تطالب بالقصاص لشباب الألتراس، مثل: «مهما تعمل يا مشير.. مش هتعدى على خير».
وحاصر الآلاف وزارة الداخلية ورددوا هتافات تطالب بتطهيرها ومحاسبة المسؤولين عن أحداث بورسعيد.
وخرج المئات فى مسيرة من الميدان، بعد انضمام العشرات من معتصمى ماسبيرو، وطافوا جميع شوارع منطقة وسط البلد للتنديد بـ«مجزرة بورسعيد»، وردد المتظاهرون هتافات «قتلوا الألتراس قتلوا مينا كل رصاصة بتقوينا»، و«ارحل ارحل يا مشير الشعب ده خطير»، و«ارحل ارحل يا عنان ارحل قبل ما تتهان»، و«ارحل وسيبها مدنية مانتاش قد المسؤولية».
ومرت المسيرة بشارع «طلعت حرب» مرورا بشارع قصر النيل، إلى أن وصلت لميدان الأوبرا، ثم ميدان العتبة، وتوقفت المسيرة أمام قسم شرطة الموسكى، وظلوا يهتفون «سامع أم شهيد بتنادى: الداخلية قتلوا ولادى»، ثم توجهوا إلى شارع محمد على ثم ميدان باب الخلق أمام مديرية أمن القاهرة»، ثم عادت المسيرة من شارع حسن الأكبر للميدان مرة أخرى.
وقال عدد من المعتصمين لـ«المصرى اليوم»: «أعضاء الألتراس يدفعون ثمن مشاركتهم فى مظاهرات التحرير»، مؤكدين أن بعض المسؤولين كانوا يعلمون أن هناك جريمة ستحدث فى المبارة ولم يتحرك أحد، متسائلين: كيف لـ«المصرى» أن يفوز ويحدث ذلك؟!.. هذا الأمر كان مدروساً جيدا، وتجب محاسبة كل المسؤولين عن هذا الحادث الأليم.
واستخدم المتظاهرون، السيارات والحواجز المعدنية فى إغلاق مداخل الميدان من ناحية المتحف المصرى أو الاتجاه القادم من شارع قصر النيل، وكذلك الاتجاه القادم من كوبرى قصر النيل، وهو ما أدى إلى اضطراب نسبى فى حركة سير السيارات بالشوارع المؤدية إلى الميدان.
وكثفت قوات الأمن، من الجيش والشرطة، من تواجدها فى المنطقة المحيطة بمجلس الشعب وشارع قصر العينى، مع عدم السماح بالمرور للمشاة إلا لموظفى المنطقة فقط.
ومن جانبه، أعلن تحالف ثوار مصر عن مطالبته لمجلس الشعب بالتقدم بمشروع لسحب الثقه من وزير الداخلية ووزير الصحة فورا وإقالة محافظ بورسعيد بعد الأحداث المؤسفة التى وقعت لفريق الأهلى وجماهيره دون أن تقوم الشرطة بتأمين الفريق أو الجمهور مما أدى إلى هذه الكارثة.
وقال الشيخ مظهر شاهين، خطيب مسجد عمر مكرم، لـ«المصرى اليوم» إن خطبة الجمعة اليوم بميدان التحرير ستكون تحت عنوان «بأى ذنب قتلت».
وفى السياق ذاته، تظاهر الخميس المئات أمام مبنى ماسبيرو احتجاجا على مجزرة بورسعيد وأغلقوا الطريق من كوبرى 15 مايو إلى مدخل ميدان عبدالمنعم رياض، ووقعت اشتباكات بالأيدى بين المعتصمين وعدد من أصحاب المحال التجارية بمنطقة بولاق أبوالعلا، الذين حاولوا إعادة فتح كورنيش النيل، مما أدى إلى حدوث تكدس مرورى.
وشهدت مختلف المحافظات، الخميس ، ردود أفعال شديدة، احتجاجا على المذبحة، التى شهدها استاد بورسعيد، عقب انتهاء مباراة الأهلى والمصرى، التى راح ضحيتها العشرات، فمن جانبها دعا مختلف القوى والأحزاب والتكتلات والائتلافات السياسية، بالإضافة إلى الألتراس، إلى تنظيم مليونيات ووقفات ومسيرات احتجاجية بالملابس السوداء، للتنديد بالمذبحة، والمطالبة بالقصاص وإقالة المشير.
واتهمت بعض القوى المجلس العسكرى وأجهزة الشرطة بالمسؤولية الكاملة عن الحادث.
وفى الإسكندرية، أعلن الدكتور سلامة عبدالمنعم، وكيل وزارة الصحة، رفع حالة الطوارئ القصوى فى المستشفيات، وتوزيع 80 سيارة إسعاف استعدادا لأى طوارئ فى المظاهرات التى ستخرج للتنديد بأحداث بورسعيد.
وشهدت السويس اشتباكات عنيفة بين قوات الأمن ونحو 300 من شباب الألتراس الأهلاوى، وتكتل شباب الثورة، الذين تجمهروا أمام مديرية الأمن، للتنديد بأحداث بورسعيد، والموقف المتخاذل للأمن، وقام عدد من الشباب برشق مبنى مديرية الأمن بالحجارة والشماريخ وزجاجات المولوتوف احتجاجا على الدور المتخاذل للشرطة خلال تأمين المباراة وهو ما دفع الأمن إلى إلقاء قنابل مسيلة للدموع ورصاص مطاطى لتفريق المتظاهرين من أمام مبنى المديرية.
وفى الدقهلية نظم المئات من حركة شباب الميدان والألتراس الأهلاوى مسيرة إلى منزل الشهيد محمود احمد خاطر حداداً على روحه وعلى أرواح شهداء مبارة الأهلى والمصرى،
ورفع الشباب لافتات كتبوا عليها «أنا مش حاسس بالتغيير».