x

مشرحة زينهم: أسر تتسلم جثامين ذويها.. وأخرى تتعرف عليها.. وثالثة تنتظر وصولها

الخميس 02-02-2012 15:38 | كتب: أشرف غيث |
تصوير : اخبار





تجمع المئات من أفراد أسر ضحايا أحداث مباراة الأهلي والمصري ببورسعيد، منذ الصباح الباكر، الخميس، أمام مشرحة زينهم في انتظار وصول جثث أبنائهم، وآخرون في انتظار إنهاء إجراءات تسلم ودفن جثث ذويهم، الذين سقطوا في أحداث بورسعيد الدامية، فيما انتشر فريق ثالث داخل ثلاجات الموتى للتعرف على ذويهم وبحثا عن جثامين أبنائهم الذين انقطعت أخبارهم بعد نهاية المباراة مباشرة.


واتشحت الساحة الخارجية بالسواد حزنا على الضحايا، وشهد المدخل الرئيسي للمشرحة حالة من التزاحم الشديد، حيث تواجد العشرات من الأهالي والإعلاميين وقت دخول جثث قادمة من الخارج وخروج أخرى يتم تسليمها لذويها.


وقد التقت «المصري اليوم» عدداً من أسر الضحايا أمام المشرحة وخارجها، وقالت آية سمير، 18 عاماً، خطيبة الشهيد أحمد عبدالحميد، 25 عاماً، سائق توك توك مقيم في عزبة «الصعايدة» بإمبابة: «إحنا مخطوبين منذ سنة ونصف وكنا هانتجوز بعد أيام، دا إحنا خلاص جهزنا الشقة والعفش»، مضيفة: «آخر مرة كلمني فيها بين الشوطين وطمني إنه كويس وبعد كده ما أعرفش إيه اللي حصل، واتقفل تليفونه حتى إذاعة اسمه في التليفزيون ضمن الضحايا، وقبل سفره حاولت إقناعه بعدم السفر مع الألتراس لكنه رفض وأصر على الذهاب مع أصحابه».


وقال أحمد سليمان الشهورة، والد الشهيد سليمان، 18 عاماً، طالب بالصف الثاني الثانوي ويقيم في منطقة الأزبكية: إن هذه ليست المرة الأولى التي يذهب فيها ابنه مع أصحابه لتشجيع الأهلي، وأضاف أنه اتصل به بعد انتهاء المباراة مباشرة وأخبره بالمشاجرات والهجوم الذي تعرضوا له وبعد ذلك أغلق تليفونه، موضحا أنهم بحثوا عنه في كل مكان بعد الأحداث وتعرفوا عليه في المشرحة.


وقال أحد الشباب القادمين مع إحدى الجثث، رفض ذكر اسمه: «أنا كنت معاهم وشوفنا الموت بعنينا»، مضيفا: «بمجرد إطلاق الحكم صفارة النهاية فتحوا علينا التراك ونزلوا علينا بالمواسير والسنج والمطاوي ولم يفرقوا بين كبير أو صغير»، مشيرا إلى أن المتهمين كانوا يلقون صغار الشباب من أعلى السور، وأكد أن أحد أصحابه «أصيب بطلقة خرطوش».


وفي مشهد لفت أنظار الجميع وقف رجل في الخمسين من عمره ونادى بأعلى صوته قائلا: «يا مشير تقرير مقبول.. قبل ما ينزلوا القبور» ثم انهار في بكاء هستيري، مرددا «حسبى الله ونعم الوكيل».


وقال الدكتور أحمد السيد، مدير الصحة بمشرحة زينهم، إن الحالات التي استقبلتها المشرحة لا تقل عن 40 حالة، تم خروج 16 منها حتى الساعة الواحدة والنصف ظهرا بعد صدور تصاريح بالدفن لها، مضيفا أن جميع الجثث بها إصابات عبارة عن سحجات وكدمات وإصابات متفرقة بالجسد، مشيرا إلى أن أعمارهم تتفاوت بين 15 و25 عاماً.


وخارج المشرحة شهد الطريق الرئيسي حالة من الزحام المروري الشديد وانتشر المئات من الشباب بالمنطقة في محاولة منهم لتنظيم حركة المرور وفتح الطريق لسيارات الإسعاف التي تنقل جثث الضحايا إلى المشرحة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية