تصدرت أحداث «مجزرة استاد بورسعيد» بعد مباراة كرة القدم بين فريقي المصري والأهلي، عناوين النشرات الإخبارية الإيطالية، ووكالات الأنباء والصحف المطبوعة، التي وصف غالبيتها الحادث بأنه «مخطط من جهات منظمة».
واستغرب المحلل السياسي، ماوريتسيو كبرارا، نائب رئيس تحرير جريدة «كوريري ديللا سيرا»، من أن فريقا يفوز بمباراة بجدارة، ويقوم مشجعوه بأعمال شغب على هذا النحو، الأمر الذي يثير العديد من التساؤلات.
وأضاف كبرارا «الملاعب المصرية لم تكن معتادة على جرائم قتل كروية شبيهة مثلاً بما حدث للمشجعين الإيطاليين في إنجلترا منذ أعوام، والتي راح ضحيتها نحو 14 إيطالياً». وأكد أن «هناك علامات استفهام كبيرة تطرح نفسها دون وجود إجابات واضحة».
من ناحية أخرى، شن رئيس الجالية المصرية في روما ولاتسيو، المهندس عادل عامر، هجوماً شديداً على المجلس العسكري. وقال إن «التسيب في أمن المواطن المصري يبدأ من جانبهم».
وتساءل: «كيف يتحملون مسؤوليات السلطة ساعة الحكم وإصدار الأوامر، ولا يؤمنون مواطنيهم»، وقال عامر: «أين المخابرات الحربية والمدنية وأجهزة أمن الدولة التي يدفع المصريون رواتبهم من دمهم، ومن قوتهم في الداخل والخارج».
ودعا عامر أبناء الجالية المصرية في إيطاليا إلى الخروج في جميع الميادين للتنديد بما يحدث في مصر للمواطن المصري «تحت مرأى ومسمع ممن نحسب أنهم حماة الوطن»، وتساءل بمرارة: «أي حماة للوطن هؤلاء؟».
ودعا نشطاء الجالية المصرية في عموم إيطاليا إلى تنظيم مسيرات ومظاهرات أمام السفارات المصرية في روما وميلانو، خلال الأيام القادمة، للتنديد بهذه الأحداث، التي أكدوا في دعواتهم أنها «تهدف إلى ضرب أمن المواطن المصري واقتصاد البلد وتجويع الشعب وتركيعه، وجعله يرضى بما يملى عليه من أذناب النظام السابق»، على حد تعبير محمد الباشا، أحد النشطاء المصريين في روما.
بدوره، قال محمود خليل، مدرس التربية الرياضية بالمدرسة الليبية في روما، وهو من أبناء مدينة بورسعيد، إن «المواطن البورسعيدي في هذا الوقت هو نتاج تسيب في عصر الرئيس السابق حسني مبارك». وأضاف: «كنت أرى بعيني طلاب الثانوي يعتدون على مدرسيهم دون أن يلقوا أي عقاب حتى إننى رأيت بعض الطلاب قاموا بتذنيب مدرسهم وجعلوه يقف ووجهه للسبورة، وهو رافع يديه.. أي تعليم هذا وأي أخلاق وصل لها البورسعيديون والمصريون في عهد مبارك؟!».
وأضاف خليل «أي شرع هذا يجعلك تقوم بذبح أخيك المصري.. لن نسكت على هذا الجرائم، التي تعد جرائم في حق الإنسانية، وإذا كانت حركة القضاء فى مصر بطيئة، فعجلة القضاء الدولي أسرع. لن نتهاون على الدماء التي سالت فى جميع ربوع مصر»، وتساءل «هل المجلس العسكري جدير بأن نقدره، هل للأبناء أن يحترموا أباً يسكت على ذبحهم وانتهاك أعراضهم».