أكدت «فورين بوليسى» الأمريكية أن مجموعات الهاكرز المعروفين باسم «الأنانيموس» أو «المجهولون» أصبحت قوة فاعلة فى السياسة العالمية، مشيرة إلى أن تلك المجموعات مستهدفة من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالى الأمريكى(إف. بى. آى)، كما ندد حلف شمال الأطلنطى (الناتو) بأنشطتها.
وأوضحت «فورين بوليسى» أن مسألة الرد على الأنشطة السياسية المستمرة لـ«الأنانيموس»، والتى انطلقت من صفحات الإنترنت، بدت محيرة بالنسبة لعديد من الحكومات، حيث استهدفت تلك المجموعات بنك «أوف أمريكا»، وشركة «سونى» اليابانية، ووزارة العدل الأمريكية، فضلا عن إثارة غضب الحكومة المصرية. وقالت المجلة إن مجموعة «الأنانيموس»، المعروفة بارتداء القناعات الكارتونية المستوحاة من فيلم «فانديتا» الأمريكى، انتشرت فى مصر و«وول ستريت» الأمريكية حتى وصلت إلى البرلمان البولندى.
وأكدت المجلة أنه لا توجد قيادة أو أعضاء لتلك المجموعات، كما أنه لا يوجد شخص بعينه يتحدث باسم «الأنانيموس»، أو مجلس لتنسيق أنشطتها، ومن ثم فالسمة الأساسية لها هى «الفوضى». وأوضحت «فورين بوليسى» أن «المجهولون» تتبع طريقة بسيطة تتمثل فى إتاحة الفرصة لأى شخص لاقتراح أفكار وتنفيذها، مثل اقتحام المواقع الخاصة بالعقيد الليبى المقتول معمر القذافى، أو سرقة بطاقات ائتمانية. وأشارت المجلة إلى أنه رغم أن تصرفات «المجهولون» تبدو «هزلية» فى بعض الأحيان، فإنها أحدثت أضراراً فى أوقات أخرى، مشيرة إلى عمليات اقتحام مواقع البطاقات الائتمانية رداً على وقف دعم موقع «ويكيليكس». فيما اقتحمت «المجهولون» فى يناير الماضى «إف. بى. آى» ووزارة العدل الأمريكية انتقاما لإغلاق موقع تبادل الملفات «ميجا أبلود».
واعتبرت المجلة أنشطة تلك المجموعة من قبيل «الأعمال الإجرامية»، خاصة عندما يتعلق الأمر بالغش وإحداث الضرر، داعية إلى توقيع أحكام قاسية عليها، ومع ذلك فهى تعتقد أن التدابير القاسية تجاهها يمكن أن تحدث نتائج عكسية. وأشارت «فورين بوليسى» إلى أنه رغم اتسام تصرفات تلك المجموعات بـ«الصبيانية»، فإن عدداً كبيراً منها يتبنى مبادئ وقيماً تدعهما الديمقراطيات، مثل حرية الرأى وشفافية الحكومات وانفتاح الإنترنت، وكراهية الأنظمة القمعية. وذكرت المجلة موقف أحد المجهولين، أثناء الاقتحام الإلكترونى للحكومة الليبية العام الماضى، المؤيد للثوار الليبيين، قائلاً: «نحن المجهولون نود أن نقدم مساعداتنا لليبيين الشجعان، وأننا لن نظل صامتين أمام قتل الديكتاتوريين لشعوبهم». واستنكرت المجلة تناقض أيديولوجية «المجهولون» التى تغلق المواقع الإلكترونية باسم الدفاع عن حرية الرأى والتعبير.