بتجربة تليفزيونية وحيدة فى مسلسل «امرأة من زمن الحب»، كتب كريم عبدالعزيز شهادة ميلاده على الشاشة الصغيرة، لكنه غاب عن الدراما التليفزيونية ليواصل النجاح فى السينما، ومؤخرا قرر كريم أن ينهى حالة الغياب ويعود للتليفزيون من جديد بمسلسل «الهروب»، تأليف بلال فضل، إخراج محمد على.
قال كريم عبدالعزيز لـ«المصرى اليوم» إنه أثناء غيابه الطويل عن التليفزيون كان يبحث عن عمل يقدمه بشكل مختلف، موضحاً أن جمهور السينما تغير بعد ثورة 25 يناير.. وإلى نص الحوار:
■ ما الذى جذبك لمسلسل «الهروب»؟
- عندما قررت تقديم عمل درامى، كان يشغلنى فقط تقديم شىء جديد ومشوق يبتعد عن المط والتطويل ويجذب الجمهور، ووجدت ذلك فى مسلسل «الهروب» للمؤلف بلال فضل، حيث أعجبتنى الفكرة بشدة وتسلسل الأحداث، وأستطيع القول إن بلال كتب سيناريو عالمياً، فهو بالفعل كاتب شديد التميز والروعة.
■ هل هناك علاقة بين المسلسل والفيلم الذى قدمه أحمد زكى بالاسم نفسه؟
- بالتأكيد، يشرفنى تقديم عمل قدمه الفنان الراحل أحمد زكى، لكن المسلسل لا يمت بأى صلة للفيلم، وموضوعه مختلف تماماً، ولا أستطيع أن أحرق الأحداث، لأن المسلسل قائم على التشويق، وكل ما أستطيع قوله إن المسلسل يعرض لقضايا اجتماعية وإنسانية ويتناول حياة شرائح مختلفة من المجتمع.
■ لماذا تتكتم أسماء الممثلين المشاركين فى البطولة؟
- ليس هناك تعمد، لكننا فى مرحلة اختيار الممثلين، خاصة أن محمد على «مخرج» يدقق فى كل كبيرة وصغيرة، وكان مشغولاً بمعاينة أماكن التصوير، وعموماً تم التوقيع مع الفنانين دلال عبدالعزيز وعبدالعزيز مخيون وأحمد وفيق، وجار التعاقد مع باقى الفنانين، أما البطولة النسائية فمقسمة على ثلاثة أدوار رئيسية وسيتم التعاقد مع الممثلات الثلاث خلال أيام، وسنصور بعض المشاهد الخارجية فى عدد من المحافظات، مثل الإسماعيلية وبورسعيد والأقصر وأسوان.
■ هل تقديمك عملاً تليفزيونياً له علاقة بالوضع الصعب الذى تعيشه السينما حاليا؟
- أفكر منذ عدة سنوات فى تقديم مسلسل تليفزيونى، وكنت فقط أنتظر الوقت المناسب، وقبل حدوث أى ظروف تعاقدت على مسلسل «الهروب» لتقديمه العام الماضى، وتم تأجيل المشروع بالكامل، لذلك ليس هناك علاقة بين الظروف الحالية وتقديمى المسلسل، والجميع يعلمون رغبتى منذ سنوات فى تقديم عمل تليفزيونى، لكن كل هذا كان مرهونا بوجود فكرة مختلفة تضيف لى.
■ كيف ترى المنافسة الدرامية فى رمضان، فى ظل وجود مسلسلات لعادل إمام وأحمد السقا ومحمود عبدالعزيز؟
- بالتأكيد، هذا شىء إيجابى، فنحن قطعنا شوطاً كبيراً جداً من الديمقراطية خلال الأشهر السابقة وقبل رمضان قد نصل إلى 90% من الاستقرار بعد انتخابات الرئاسة، وهذا مؤشر إيجابى جداً، إذا كانت الحياة السياسية فى حالة دائمة من النشاط، فيجب ألا نقف مكتوفى الأيدى لنرى النتائج، بل يجب أن يؤدى كل شخص عمله على أكمل وجه حتى نعبر تلك الأزمة المادية التى نعانى منها، ومصر تحتاج حاليا جهود أبنائها لتقف على قدميها، وعلى المستوى الفنى أنا سعيد جدا بكل العمالقة الذين يتنافسون فى الدراما هذا العام، وأعتقد أننا على موعد مع مباراة عبقرية ممتعة، والمستفيد هو الجمهور.
■ نجوم السينما كانوا يعتبرون التليفزيون وسيلة لحرق النجوم، فلماذا تغيرت نظرتكم للعمل فى المسلسلات؟
- ربما كان يتم تقديم المسلسلات فى الماضى بشكل تقليدى، لكن الوضع مختلف حالياً والدراما أصبحت عالية المستوى، من حيث الصورة والتكنيك والموضوعات، وشهدت تطوراً مذهلاً فى السنوات الخمس الأخيرة بتواجد مخرجين ومصورين ومؤلفين موهوبين، وهذا عنصر إيجابى جعل الممثل لا يخشى من تقديمه فى الدراما التليفزيونية بصورة أقل من السينما، وهناك تجارب تعتبر مثالاً على ذلك، مثل «الجماعة» و«أهل كايرو» و«المواطن إكس».
■ بعيداً عن الفن.. ما هى أكبر مشكلة تواجه مصر حاليا من وجهة نظرك؟
- أكثر شىء يفزعنى ويصيبنى بالإحباط هو محاولات البعض لإشعال الفتنة الطائفية، وأعتبر تلك المحاولات مؤامرة من أعداء الثورة وأعداء مصر وشعبها، فهناك مستفيدون من حدوث شرخ بين عنصرى الأمة، واللعب بهذا الكارت الملتهب لإحراق مصر، بعد أن فشلت كل الألاعيب الأخرى التى قامت بها الثورة المضادة لتدمير مصر وإفشال ثورة 25 يناير، ولكنى على ثقة بأن هذه النغمة أصبحت محروقة ولن تفرق أبداً بين المصريين، ويكفى أن نسمع قصصاً كثيرة عن شباب مسيحيين أنقذوا مسلمين وكذلك شباب مسلمين دخلوا كنيسة تحترق لإنقاذ المسيحيين، ففى هذه الحالة لا يتحرك المصرى بدافع الدين بل بوازع الإنسانية والوحدة التى نعيش فيها على أرض مصر.
■ وما رأيك فى التغيير الذى أحدثته الثورة على الفن؟
- الوضع الذى تعيشه مصر حالياً يحتم على الفنانين أن يغيروا من أنفسهم وأفكارهم وموضوعاتهم، لأننا بالفعل لسنا الأشخاص أنفسهم الذين عاشوا قبل 25 يناير، فنحن أشبه بوجوه جديدة فى كل شىء نفسياً وإنسانياً وسياسياً واجتماعياً، لذلك يجب أن نعمل بهذه الروح، والجميع يعلم أننى دائما أنحاز للطبقة الفقيرة فى أعمالى، وسأظل محافظاً على ذلك، لكن بروح جديدة، فقد كنت أقدم أعمالى السابقة بروح انهزامية، وعندما كنت ألمح بصيصاً من الأمل أشعر بأنه شديد الصعوبة، لكن حالياً لا سقف للحلم، ولا مجال للانكسار وأصبح الواقع أقوى وأجمل من الحلم والخيال فى السينما، لذلك سأركز فى كل أعمالى المقبلة على أن نبنى بلدنا ونعمر ما خربه السابقون، ونعيد صياغة المجتمع للأفضل، خاصة أن الجمهور لم يعد ذلك المهزوم الذى يدخل السينما ليهرب من آلام الواقع وانكساراته ويبحث عن البطل وبارقة الأمل «عند بتوع السيما»، وعلى المؤلفين وكل صناع الفن أن يتعاملوا مع العصر الجديد بمفرداته الجديدة.
■ لكن هناك حاليا أزمات فى الإنتاج وتخفيض للأجور!
- لا أعتبر الأزمة المادية التى تعانى منها السينما والدراما التليفزيونية وما ترتب على ذلك من تخفيض لأجور النجوم عائقاً بالنسبة لى، لأنى لا أتعامل مع الفن بمنطق المكسب والخسارة، فأنا فى الأساس عاشق للفن ومخرج قبل أن أكون ممثلا، لذلك فأى شىء فى مصلحة الفن سأقوم به دون تفكير، بما فى ذلك تخفيض الأجر حتى نخرج من هذه الأزمة وتدور عجلة الإنتاج من جديد وننقذ الصناعة من الموت، وأعتقد أن الأزمة حالياً فى سبيلها للانكسار التدريجى، حيث بدأت استديوهات السينما والدراما فى العمل مرة أخرى وهذا مؤشر جيد، وأعتقد أن الحياة الفنية ستعود أقوى مما كانت عليه بعد الاستقرار السياسى.