x

ابتزاز إسرائيلى للصيادين فى غزة لإجبارهم على «التخابر»

الخميس 21-01-2010 00:00 |

لا تتوقف أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية عن ابتكار الوسائل الجديدة لتجنيد مزيد من العملاء بين الفلسطينيين، خصوصاً فى ظل صراعها مع قوى المقاومة الفلسطينية بعد عدوان «الرصاص المصبوب» على قطاع غزة. تركز هذه الأجهزة، الآن، جهودها على الصيادين الفلسطينيين، الذين يتعرضون بشكل مباشر للضغط عليهم للتخابر مع الاحتلال وجمع معلومات حول المقاومة، وإلا التهديد المتواصل باستهدافهم ومنعهم من ممارسة الصيد فى بحر غزة، الذى لا يزيد طوله عن 40 كيلومتراً.

الصياد الفلسطينى، جهاد السلطان، (43عاما) اقتادت البحرية الإسرائيلية قاربه من شاطئ بحر غزة إلى ميناء «أسدود» الإسرائيلى، وهناك بدأت الحقيقة تتكشف، «فقط نريد بعض المعلومات عن تحركات المسلحين وأماكن إطلاق الصواريخ، وحبذا لو شرحت لنا كيف تسير الحياة فى غزة فى ظل إغلاق المعابر»، حسبما قال السلطان وأضاف: «حاولوا إغرائى بالأموال، والسماح لى بالصيد فى أى مكان فى البحر، وشراء قارب جديد وحديث، مقابل تزويدهم بمعلومات عن تهريب السلاح من البحر للمقاومة، وأمام رفضى المتواصل اضطروا إلى إطلاق سراحى».

وتتعدد أشكال الاعتداءات الإسرائيلية التى يعانى منها الصيادون الفلسطينيون، بدءاً من إطلاق النار أو القذائف عليهم فى عرض البحر وبالتالى إحراق قواربهم، مروراً بحجز أدوات الصيد وسحبها إلى الموانئ الإسرائيلية دون إرجاعها، وانتهاء بالاعتقال بعد السباحة العارية لمسافات طويلة مع شدة برودة الشتاء، إضافة إلى منعهم من الصيد إلا فى حدود ثلاثة أميال لا يتواجد فيها السمك إلا بشكل محدود.

رواية أخرى يسردها الصياد زكى طروش (45عاما) الذى اعتقلته البحرية الإسرائيلية لساعات فى محاولة منها لإجباره على التخابر مقابل بعض الترغيب وكثير من التهديد. قال: «طلبوا منى ومن غيرى من الصيادين بشكل مباشر العمل معهم، وإعطاءهم معلومات عن الأشخاص الذين يرغبون فى تنفيذ عمليات ضد الاحتلال، وتحديد الأماكن التى يسكنها رجال المقاومة وتحركاتهم».

وأضاف: «هذه المحاولات زادت بشكل كبير بعد الحرب الأخيرة، وتقريباً كل صياد تعتقله البحرية الإسرائيلية تعرض عليه التخابر معها، إما بالتهديد بالاعتداء والاعتقال والمنع من الصيد، أو بإغرائه ببعض الأموال والتسهيلات».

وكشف مصدر أمنى مسؤول فى قطاع غزة تكثيف الاستخبارات الإسرائيلية لجهودها على جميع المستويات من أجل تجنيد أكبر عدد من العملاء بين الصيادين، لافتاً إلى أن التركيز على هذه الشريحة يأتى فى ظل عدم وجود احتكاك مباشر للاحتلال مع أهالى القطاع بعد الانسحاب الإسرائيلى.

وأكد أن الأجهزة الأمنية تتابع هذه المحاولات الإسرائيلية بشكل دقيق، منوهاً إلى الوعى الذى يتمتع به الصيادون، رغم أن الاحتلال يضعهم أمام خيارين: إما التخابر أو فقدان مصدر الرزق والتعرض للاعتداءات.

ورغم تأكيده تزايد محاولات الاستخبارات الإسرائيلية لتجنيد عملاء لها من بين الصيادين، فإن نزار عياش، نقيب الصيادين الفلسطينيين، نفى أن يكون أى منهم قد وقع فريسة لهذه المحاولات.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية