انتحر شاب في العقد الثالث من العمر، أمس، قفزًا من أعلى هرم خفرع الثانى بالمنطقة الأثرية.
انتقل عبدالعزيز عثمان، مدير نيابة الهرم، إلى موقع انتحار الشاب رفقة خبراء الأدلة الجنائية، لإجراء المعاينات اللازمة لمكان الحادث، وعثر على جثمان الشاب ملقاة على الأرض، وغارقًا في دمائه.
بمناظرة الجثمان، اتضح إصابته بجروح وكدمات بمناطق متفرقة من الجسد، وتهشم الجمجمة، ويرتدى ملابسه كاملة.
وباستدعاء أفراد القوة الأمنية المكلفة بتأمين المنطقة الأثرية، لسماع إفادتهم، أكدوا أن الشاب كان يحضر حفلًا بالمنطقة، وتسلل منه لناحية هرم خفرع، ولدى ملاحظتهم له، توجهوا ناحيته، لكنه كان قد صعد لأعلى الهرم.
وأفادوا بأنهم طالبوا الشاب بالمثول لتعليماتهم بالنزول من الهرم، حرصًا على سلامته، ووعدوا إياه بعدم التعرض له، وباءت محاولاتهم التي استمرت نحو 12 ساعة بالفشل، حتى فوجئوا بقفز الشاب من مسافة 100 متر، في تمام الـ7 من صباح الأحد، ليلقى مصرعه على الفور. وأظهرت التحقيقات أن المنطقة التي شهدت الواقعة تابعة لشرطة السياحة والآثار، فطلبت النيابة استدعاء جميع أفراد القوة الأمنية بالمنطقة، وقت الواقعة.
وطلبت النيابة التحفظ على كاميرات المراقبة بالمنطقة، وبيان تعطلها أو التقاطها صورًا للواقعة من عدمه.
وقررت النيابة نقل جثمان الشاب إلى مشرحة زينهم تحت تصرفها، لحين الانتهاء من إجراءات التشريح بمعرفة خبراء مصلحة الطب الشرعى، للوقوف على أسباب الوفاة على وجه التحديد.
وكلفت النيابة أجهزة الأمن بإعداد تحرياتها لكشف هوية الشاب، واستدعاء أسرته لسماع إفادتهم، كما طلبت تحريات مباحث السياحة والآثار حول الواقعة وكيفية حدوثها، والتى أشارت إلى أن الشاب المنتحر مهتز نفسيًا، وأنه يوم الواقعة كانت تقام حفلة بالمنطقة الأثرية، وكان الشاب متواجدًا بداخلها، وتسلل منها وصعد الهرم الأوسط خفرع، وما إن لاحظته قوات تأمين المنطقة الأثرية حتى طالبوه بالنزول، خشية على حياته، ولكنه قابل طلبهم بالرفض، صاعدًا إلى المنطقة الملساء البيضاء قبل قمة الهرم، الذي يلبغ طوله نحو 130 مترًا، وتوقف الشاب عند ارتفاع 100 متر وألقى بنفسه.
وكانت شرطة السياحة والآثار انتقلت إلى مسرح الواقعة، لمحاولة إقناع الشاب بالنزول من أعلى الهرم، ولكنه رفض، واستمر الحال حتى فاجأ الجميع بإلقاء نفسه، ليلقى مصرعه في الحال.
وقبل واقعة انتحار الشاب بـ48 ساعة، أعلنت وزارة السياحة والآثار أن أحد الزائرين المصريين قام بتسلق الهرم الأكبر، وقد تصدى له أفراد الأمن من وزارة السياحة والآثار، وأفراد الأمن من شرطة السياحة والآثار، الذين قاموا بإجباره على النزول، وتم اصطحابه إلى قسم شرطة السياحة والآثار بالهرم، لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حياله.
وكان مجلس النواب المصري وافق في جلسته العامة، فبراير الماضى، على التعديلات التي تقدمت بها الحكومة المصرية باستحداث مادتين بقانون حماية الآثار رقم ١١٧ لسنة ١٩٨٣ لتجريم ومعاقبة بالحبس مدة لا تقل عن شهر، وبغرامة لا تزيد على مائة ألف جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين، كل من قام بتسلق الآثار المصرية وارتكاب أي سلوك مخالف للآداب العامة أو الإساءة للبلاد في المتاحف أو الأماكن الأثرية أو الدخول خلسة بها، كما تُضاعَف العقوبة حال ارتباط الفعلين المشار إليهما.