x

«السياحة العالمية»: «القطاع» مر بفترات عصيبة.. والأكثر تضررًا من فيروس كورنا

السبت 07-03-2020 03:12 | كتب: هشام شوقي |
فيروس كورونا فيروس كورونا تصوير : آخرون

شهدت السياحة العالمية نمواً مطرداً على مدار السنوات الماضية على الرغم من الأزمات التي مرت بها عدة مرات، مما يدل على قوة القطاع ومرونته.

فمرت السياحة الدولية بفترات عصيبة مماثلة في عام 2003 خلال وباء فيروس سارس SARS، وحرب العراق عام 1991، والحادي عشر من سبتمبر عام 2001، والأزمة الاقتصادية والمالية العالمية عام 2009، وبالرغم من ذلك كانت كل مرة تنهض مرة أخرى وتنتعش بقوة وبسرعة في السنوات التالية لتلك الأزمات.

ويعد قطاع السياحة حاليًا واحدًا من أكثر القطاعات تضرراً من تفشي مرض فيروس كورون COVID-19، وتأثيره السلبي على كل من العرض والطلب على السفر، لا سيما في الصين، السوق العالمية الرائدة في الإنفاق، وكذا على الأسواق الآسيوية الرئيسية الأخرى والوجهات الأوروبية مثل إيطاليا.

فالصين أكبر سوق مصدر للحركة السياحية على مستوى العالم، كان اقتصادها عام 2003 سابع أكبر اقتصاد في العالم، حيث كان اقتصادها في هذا الوقت يمثل 4% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، بينما اليوم فاقتصاد الصين الآن هو ثاني أكبر على مستوى العالم ويمثل 20% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.

وأدت القيود المفروضة على السفر وإلغاء الرحلات الجوية أو تخفيضها إلى انخفاض كبير في توفير خدمات السفر (المحلية والدولية) بينما يستمر الطلب في التراجع بشكل ملحوظ.

وأصبح فيروس كورونا COVID-19 تهديد جديد للاقتصاد العالمي في سياق اقتصاد عالمي ضعيف في الأصل. علاوة على ذلك، فإن تفشي COVID-19 يأتي على رأس سيناريو غير مؤكد إلى حد ما لاستمرار التوترات الجيوسياسية والاجتماعية والتجارية وتأثيرات ما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والأداء غير المتكافئ بين أسواق السفر الخارجية الرئيسية.

وبالنظر إلى الطبيعة المتطورة للحالة، من السابق لأوانه تقدير التأثير الكامل لـ COVID-19 على السياحة الدولية.

ولكن بالقياس بسيناريو سارس عام 2002/2003 السارس وتأثيره، وديناميات سوق السفر العالمي، واضطرابات السفر الحالية، والانتشار الجغرافي لـ COVID-19 وتأثيره الاقتصادي المحتمل، تقدر منظمة السياحة العالمية أن عدد السياح الدوليين قد ينخفض بنسبة من 1% إلى 3% خلال العام الحالي 2020 على مستوى العالم، وهذا من شأنه أن يترجم إلى خسارة تقدر بما يتراوح بين 30 إلى 50 مليار دولار أمريكي في إنفاق الزوار الدوليين في الوجهات السياحية (إيرادات السياحة الدولية).

في الوقت الحالي، من المتوقع أن تكون منطقة آسيا والمحيط الهادئ هي المنطقة الأكثر تضرراً بانخفاض أعداد السائحين بنسبة من 9% إلى 12% في عام 2020، مقارنة بنمو كان متوقعاً من 5% إلى 6% في أوائل يناير.

لا شك أن تأثير اندلاع COVID-19 سيشعر به الجميع، ولكن التأثير الأكبر سوف يكون على الشركات الصغيرة والمتوسطة والتي قد تتعرض للإفلاس، وهذا يستدعي اتخاذ تدابير الدعم والإنعاش لقطاع السياحة في أكثر البلدان تضرراً.

التوقعات قد تتغير إيجابا أو سلبا بتطور الأحداث وأمدها.. ستواصل منظمة السياحة العالمية مراقبة تأثير COVID-19 على السياحة الدولية وتوفير بيانات وتحليلات محدثة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية