مر نحو 6 أشهر على تطبيق منظومة التأمين الصحى الشامل في بورسعيد، شهدت فيها المحافظة إنشاء وحدات طب أسرة جديدة، وتطوير ورفع كفاءة مراكز طبية، وإنشاء مستشفيين جديدين وتطوير ورفع كفاءة 5 مستشفيات أخرى، وتجهيزها بأحدث الأجهزة الطبية، وتطبيق نظام جديد للتعامل مع المنتفعين بالخدمة الطبية.
«المصرى اليوم» خاضت تجربة التعامل مع المنظومة واستمعت إلى ملاحظات المنتفعين ونقلت الشكاوى والملاحظات إلى الدكتور عادل تعيلب، وكيل وزارة الصحة، مدير الرعاية الصحية بالهيئة العامة للتأمين الصحى.
أحمد الكفراوى، موظف، قال: «كنت أعانى من آلام تحتاج جراحة قلب مفتوح، والحمد لله أجريت الجراحة في مستشفى القلب على يد فريق من مستشفى الدكتور مجدى يعقوب، وبقيت حوالى أسبوع في النقاهة داخل المستشفى المجهز على أعلى مستوى».
ويحكى محمود أبوالحسن، عامل، تجربة أخرى بطلها ابنه، قائلا: «ابنى عمره 8 سنوات ومصاب بمرض السكرى، وحدد له الأطباء في المنصورة علاج بحقن الأنسولين، وكلما توجهت إلى الوحدة الصحية لصرف الدواء لا أجده رغم استقطاع اشتراك التأمين الصحى لى ولأولادى شهريًّا».
ولفت عبدالسلام الألفى، بالمعاش، إلى أنه كان يسدد خلال 36 خدمة في الحكومة اشتراك التأمين الصحى، فلماذا يستقطع من معاشه نسبة كبيرة من جديد؟ الأمر الآخر أن الطبيب يدون التقرير الطبى على ورق ثم يعيد تدوينه على أجهزة التابلت، ما يستغرق وقتًا كبيرًا ويسبب زحامًا، فيما قالت أمل حسن حسنين، ربة منزل: «شعرت بآلام حادة وتوجهت لاستقبال مستشفى بورفؤاد، وتبين أنى مصابة بالتهاب الزائدة الدودية وتم احتجازى وإجراء الجراحة لى، ولاحظت أن المستشفى أصبح ممتازًا من حيث المبانى والأسرّة والتعامل».
«المصرى اليوم» خاضت تجربة التعامل مع المنظومة، وتوجهنا إلى وحدة طب أسرة الأمل ببورفؤاد، وعند شبابيك الحجز قدمنا كارنيه التأمين الصحى وطلب الكشف، فقالت الموظفة: «عليك أن تأتى للحجز في الثامنة صباحا، وتوجهت في اليوم الثانى ووجدت عشرات المنتفعين يحيطون بموظف الأمن الذي يجمع الكارنيهات ثم ينادى على صاحب كل كارنيه واكتفى بعدد محدد ثم قال للباقين انتم تيجوا بكرة كده استكفينا عدد حالات النهارده».
والتقت «المصرى اليوم» الدكتور عادل تعيلب، مدير الرعاية الصحية بالتأمين الصحى في بورسعيد، المسؤول الأول عن تعاملات المنتفعين مع المستشفيات والأطباء، للرد على استفسارات وشكاوى المواطنين من المنظومة الجديدة.
تعيلب قال: «نحن الآن في مرحلة التشغيل الفعلى ونجد ملاحظات أو سلبيات خاصة بأدوات التشغيل والعلاقات ما بين الهيئة والهيئات الأخرى والمنتفع، ونقوم بوضع خطط وبرامج لإنهاء المشاكل والملحوظات»، مشيرًا إلى أنه يتم استقبال شكاوى يوميا من المنتفعين سواء مكتوبة أو عن طريق رقم الكول سنتر، (15344)، ولدينا إدارة مستحدثة اسمها إدارة رضاء المنتفعين تقوم بحصر الشكاوى وتصنيفها ما بين إهمال أو انتظار أو نقص أدوية أو سوء معاملة، ويتم عمل إحصاء يومى بالشكاوى في كل وحدة ومستشفى، ونقوم بفحص كل شكوى.
وأضاف: «وجدنا أن 86% من الشكاوى خاصة بالتوعية وعدم إلمام المنتفع بالمنظومة، و8% شكاوى حقيقية، و6% شكاوى حقيقية من غير المنتفع، ومن نتائج فحص المشاكل قمنا بفتح عيادة خاصة بالأمراض المزمنة في كل وحدة لفصلهم عن باقى المترددين ثم وجدنا ضغطا كبيرا على عيادة الأمراض المزمنة ونقوم الآن بوضع خطة للتغلب عليها».
وحول الشكاوى من أن موظف الحجز يبحث عن ملف المنتفع ثم يحمله إلى عيادة الكشف ثم يعاود حمل الملف من العيادة إلى الصيدلية على حساب وقت المرضى، تابع تعيلب: «هذا صحيح، ولكن سينتهى تمامًا بعد اكتمال ميكنة المنظومة، وسيكون التعامل فقط من خلال شبكة الحاسب الآلى بعد اكتمالها، ولدينا وفرة في العلاج، وأى نقص في الأدوية هو تقصير من صيدلى الوحدة الصحية الذي لم يطلب النواقص من المخازن، لكن بعض المنتفعين يريدون اسما تجاريا محددا للدواء المنصرف لهم ولا يقبلون باسم آخر لنفس المكون والمادة الدوائية وهذه مشكلة توعية، وتتم متابعة جدية لانتظام العمل في الوحدات والمستشفيات من خلال منظومة الحاسب الآلى الذي يسجل حالات الكشف والعلاج بصورة منتظمة، وهذا النظام مراقب مركزيا، وإذا حدث توقف في أي وحدة يعطى برنامج الحاسب تنبيها، كما أن كل وحدة صحية ومستشفى مجهزة بشبكة كاميرات مراقبة نقوم بمراجعتها بانتظام للتحقق من أي شكوى». وردًا على تحديد موعد كشف للمنتفع بعد أسبوع من طلبه، قال: «إذا كانت حالة المريض خطرة فعليه التوجه مباشرة لأقسام الطوارئ بالمستشفيات للكشف عليه وعلاجه دون انتظار الدور، لكن مواعيد الكشف في الوحدات يحتاج تنظيما وتحديدا، ومستشفى السلام (بورسعيد العام) هو الأكثر شكوى من المنتفعين، لأنه المستشفى الذي يستقبل كل الحوادث وعليه ضغط من كل بورسعيد، لأنه من مستشفيات الخدمات الثلاثية وبه أقسام جراحات القلب والمخ والأعصاب وجراحات العظام».
وأضاف: «حاليا لدينا 31 وحدة ومركز طب أسرة ومستشفيات السلام وبورفؤاد والزهور ومستشفى التضامن للأورام ومستشفى الرمد ومستشفى النساء والولادة، وجار تطوير ورفع كفاءة الجناح البحرى في مستشفى السلام والعيادة الخارجية لمستشفى بورفؤاد، كما يجرى إنشاء 5 وحدات وتشطيب مستشفى بحر البقر ورفع كفاءة مستشفى المبرة ثم اعتمادها وضمها للمنظومة، ويتم اعتماد المستشفيات والوحدات للخدمة من خلال هيئة الرقابة الصحية والاعتماد وهى هيئة مستقلة تتبع رئيس الجمهورية وتطبق معايير صارمة كما يحدث في الدول الكبرى لاعتماد الوحدات».
وحول واقعة إصابة النائب محمود حسين، وكيل لجنة الشباب والرياضة، في بصره، أثناء إجرائه جراحة في مستشفى السلام، قال: «حقيقة الواقعة أن النائب محمود حسين دخل المستشفى لإجراء جراحة في العمود الفقرى، وهذه الجراحة تتطلب استلقاء المريض على بطنه لساعات طويلة، وبالتالى يتوجه الدم إلى الرأس، ومن سوء حظ النائب أنه حدثت له مضاعفات نادرة لهذه الجراحة وحدث له جلطة في شريان العين يعالج منها حاليا، ولا يعد ذلك إهمالًا طبيًا».