x

أصوات من السماء.. النقشبندي: مولاي.. إني ببابك

الإثنين 23-07-2012 14:38 | كتب: ميلاد حنا زكي |
تصوير : other

أستاذ المداحين، صاحب مدرسة متميزة فى الابتهالات، أبرز مُجددى الإنشاد الدينى، يتمتع بصوت، يراه الموسيقيون، أحد أقوى وأوسع الأصوات مساحة فى تاريخ التسجيلات. فى ساحة المشهد الحسينى، حينما لبى دعوة صديق حميم، للإنشاد فى فى ختام الاحتفال بمولده، رضى الله عنه، أدهش مستمعيه لحلاوة صوته الحاد الذى يلامس السماء فتوة، ومنذ تلك الليلة حلق صوته فى سماء العالم العربى، وعرفته إذاعاته وتهافتت عليه وأذاعت تسجيلاته.

نستشعرالفتوة والعذوبة معاً فى تواشيحه، وفى الأذان الذى درجنا على الاستمتاع به عبر الإذاعة والتليفزيون، وأيضاً من كلمة واحدة فى غنائيته «مولاى إنى ببابك». تأمله بأذنيك وهو يفتتح الغنائية بصوته الرائع، المستغيث بالمولى: «مولاى... يامولاى»، التى تجمع بين التضرع والثقة فى المولى. وأجاد بليغ حمدى القبض على مواطن الفتوة والعذوبة والدفء فى صوته، فكانت موسيقاه كاشفة لكل طاقاته. «بليغ» لحن له ثمانية ألحان، وكذلك فعل عمار الشريعى، ليحفظا لنا أروع كنوز الإنشاد الدينى المعاصر.

السيد النقشبندى، المولود بقرية دميرة، طلخا دقهلية، عام 1920، بدأ مسيرة الإنشاد طفلاً، منبهراً بالمنشدين والمداحين، ولما انتبه لحلاوة صوته، أخذ يتمتم مع نفسه، مقلداً ما سمع بدقة شديدة، وتمنى أن يحظى بما يحظى به المداحون من شعبية ومكانة رفيعة محترمة، وظل يقلدهم حتى فاقهم روعة، ويضيف، وهو الصغير السن، إحساسه الخاص لما سمعه منهم ونقله عنهم.

انتقل طفلاً مع والدته إلى طهطا بسوهاج، وهناك تربى تربية هى أقرب للصوفية، قامت على محبة الله ورسوله الكريم، «صلى الله عليه وسلم»، بفطرة خالصة صافية، وانخرط حدثاً فى حفظ القرآن، ومحاولة الإحاطة ببعض الأمور الفقهية فتعمقت محبته أكثر للإنشاد الدينى.

سعت إليه الشهرة عام 1967، حينما كثفت الإذاعة اهتمامها بالبرامج الدينية، وكانت الابتهالات ضمن فقراتها الرئيسية، وذاع صيته سريعاً، ودُعى للعديد من الدول المسلمة، من المغرب لأندونيسيا، حتى أصبح ملمحاً مميزاً، مصاحباً، للاحتفالات الدينية، ليرتبط رمضان فى الذاكرة الجمعية للمصريين، والعرب، بصوتين، الشيخ رفعت والنقشبندى.

عاش «النقشبندى» حياة لا ترف فيها، «مستورة»، كما علق ذات مرة، ورحل إثر نوبة قلبية مفاجئة، فى 14 فبراير 1976، عن 56 عاماً، كآخر زُهاد فن الإنشاد، تاركاً لنا ميراثاً فنياً وروحياً، ومثّل مدرسة فريدة فى الابتهال. وتوجت مسيرته الإنشادية بالأوسمة من مختلف الدول التى زارها. وفى وطنه، كَرَّمه الرئيس الراحل أنور السادات عام 1979، بوسام الدولة من الدرجة الأولى، والرئيس السابق مبارك بوسام الجمهورية من الدرجة الأولى، ومحافظة الغربية بإطلاق اسمه على أحد أكبر شوارع طنطا.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية