قرر الرئيس الأمريكى دونالد ترامب تنظيم حشد انتخابى فى ولاية ساوث كارولينا عشية الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطى فى الولاية، مؤكدا أن شعبيته أقوى من كل المرشحين الديمقراطيين، فيما وصفت وسائل الإعلام الأمريكية الحشد الانتخابى بأنه «تحد قوى للديمقراطيين».
وعن طريق المزاح، ألمح ترامب إلى فكرة بقائه فى الحكم لأكثر من الفترات الرئاسية القانونية التى يسمح بها الدستور الأمريكى الحالى، وقال أمام مؤيديه «إنه سيترأس أمريكا لمدة 25 عاما».
وأضاف ترامب أن مجلس الشيوخ، الذى يتحكم به الحزب الجمهورى، سيضع التعديلات ضمن الدستور لتمديد مدة الرئاسة إلى 25 عاما. وهتف حشد من المؤيدين يطالبون ببقائه رئيسا لمدة 10 سنوات أخرى، وقرر الرئيس الرد بشكل مازح. وقال ترامب: «لنفعل ذلك، لنمدد فترة الرئاسة إلى 25 عاما، لكن ليس أكثر من ذلك، أهذا كاف؟».
وطغى فيروس كورونا المستجد، الذى تحاول دول العالم الحد من انتشاره، على خطاب الرئيس الأمريكى، الذى استمر 80 دقيقة، حيث اتهم ترامب الديمقراطيين بتسييسهم أزمة الفيروس، واعتبرها «خدعتهم الجديدة» قبل انتخابات ديمقراطية حاسمة فى ولاية ساوث كارولينا.
وربط ترامب بين الفيروس وقراره ببناء جدار عازل على الحدود المكسيكية للحد من المهاجرين غير الشرعيين، وهو القرار الذى عارضه الحزب الديمقراطى بشدة. وقال ترامب: «يجب أن نفهم أن أمن الحدود هو أيضا الأمن الصحى». وأكد من جديد أنه سيبذل قصارى جهده لمنع الأشخاص الذين يحملون العدوى من دخول البلاد.
وقال ترامب إن إدارته تدرس المزيد من فرض القيود «قريبا» على السفر إلى دول مثل إيطاليا التى تأثرت بشدة بفيروس كورونا، على الرغم من أنه لم يقل متى سيتم اتخاذ مثل هذا القرار.
ويتوجه الناخبون الأمريكيون، بعد غد الثلاثاء، إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم فى الانتخابات التمهيدية على منصب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية بما يعرف باسم «الثلاثاء الكبير».
وتؤهل جولات الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطى الفائز إلى مواجهة ترامب، مرشح الحزب الجمهورى الوحيد، فى انتخابات الرئاسة الأمريكية نوفمبر القادم. وتجرى الانتخابات التمهيدية لعام 2020 فى 14 ولاية وإقليم واحد.
ويتسم الثلاثاء الكبير بأهمية كبيرة لكونه غالبا ما يشهد بعض الانسحابات وتشكيل التحالفات الجديدة بين المرشحين، كما يلعب دورا كبيرا فى تحديد حامل لواء كل من الحزبين الديمقراطى والجمهورى.
من ناحية أخرى، عين ترامب النائب الجمهورى جون راتكليف، مديرا لأجهزة الاستخبارات، بعد 7 أشهر على فشل خطة سابقة لتعيينه وسط تساؤلات أثيرت حوله.
وفى حال موافقة مجلس الشيوخ على تعيينه، سيتولى راتكليف (53 عاما) المنصب مكان ريتشارد جرينيل، الذى أثار تعيينه مديرا بالإنابة للوكالة المشرفة على أجهزة الاستخبارات الأمريكية، انتقادات شديدة. وغرد ترامب «جون رجل رائع يتمتع بموهبة كبيرة».
وطُرح ترشيح راتكليف، الموالى لترامب، مديرا للاستخبارات الوطنية بعد استقالة دان كوتس، فى يوليو الماضى، لكنه استبعد وسط انتقادات حادة من الديمقراطيين ورد فاتر من كبار الجمهوريين. وعين ترامب بدلا منه الخبير فى مكافحة الإرهاب جوزف ماجواير، مديرا بالإنابة، للإشراف على 17 وكالة من مجتمع الاستخبارات، بينها وكالة الاستخبارات المركزية ووكالة الأمن القومى.
لكنه أقال ماجواير فى 20 فبراير بعد أن أَبلغ مسؤول كبير فى الاستخبارات الكونجرس، فى جلسة مغلقة، أن الروس يتدخلون مجددا فى الانتخابات الأمريكية لدعم مسعى ترامب للفوز بولاية ثانية.