كان خالد محمد خالد واحدا من أبرز المفكرين الإسلاميين في مصروالعالم العربى وهو مولود في ١٥ يونيو ١٩٢٠ في قرية العدوة بمحافظة الشرقية والتحق بكتاب القرية لسنوات وحفظ قدرًا من القرآن، ثم اصطحبه أبوه إلى القاهرة حيث شقيق خالد الأكبر حسين الذي تولى تحفيظه ما بقى من القرآن كشرط الالتحاق بالأزهر فأتم خالد حفظ القرآن والتحق بالأزهر وظل يدرس لستة عشر عامًا.
وتخرج في كلية الشريعة فى ١٩٤٥وعمل بالتدريس حتى تركه في ١٩٥٤، وعين في وزارة الثقافة كمستشار للنشر ثم ترك الوظائف نهائيًا بالخروج الاختيارى على المعاش في ١٩٧٦، واعتذر عن قبول أية وظائف أخرى في عهدى عبدالناصر والسادات.
وقف خالد ناقدا لثورة ٢٣ يوليو مطالبًا حكومتها بتطبيق الديمقراطية، في كتابه «الديمقراطية أبدًا» وله موقف شهير في اللجنة التحضيرية في ١٩٦١ حيث عارض إجراءاتها ضد من أسمتهم بقايا الإقطاع، وطالب الثورة بالعدل السياسى بدلا من العزل السياسي.
وكان كتابه الأول «من هنا نبدأ» سببا في ذيوع اسمه في مصر وخارجها ومن مؤلفاته الأخرى «رجال حول الرسول»، و«أبناء الرسول في كربلاء» و«كما تحدث القرآن» و«دفاع عن الديمقراطية» و«مواطنون.. لا رعايا» و«معًا على الطريق» «محمد والمسيح» و«أزمة الحرية في عالمنا» و«الدولة في الإسلام».
واتسمت حياته بالزهد في المال والمناصب أما موقفه من الإخوان المسلمين فقد عارضهم قبل الثورة ولكنه رفض الهجوم عليهم لاحقا حينما كانوا في المعتقلات إلى أن توفى «زي النهارده» في ٢٩ فبراير سنة ١٩٩٦ ودفن في قريته.
ويقول الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، إنه حين أصدر خالد محمد خالد كتابه الجدلي الشهير من هنا نبدأ تصدي له المفكر الإسلامي الشيخ محمد الغزالي بكتاب «من هنا نعلم» الأمر الذي انعكس بالإيجاب على فكر خالد محمد خالد وغير من مساره في مجال الكتابة الإسلامية وتحول عن المسار ذى الطبيعة الجدلية وكتب في الإسلاميات والشخصيات الإسلامية ومنها رجال حول الرسول و«أبناء الرسول في كربلاء» و«ومحمد والمسيح وغيرها» وقد غلب طابع العرض الأدبي والتحليلي والتاريخي على منهج الكتابة في هذه الكتب.