x

عاطف محمد عبدالمجيد يكتب عن «جامعات وجوامع.. جدل التعليم المدني والديني» لـ «عمار علي حسن»

الجمعة 28-02-2020 00:46 | كتب: اخبار |
غلاف الكتاب غلاف الكتاب تصوير : اخبار

في كتابه «جامعات وجوامع.. جدل التعليم المدنى والدينى» الصادر حديثًا عن دار غراب للنشر والتوزيع، يرى د. عمار على حسن أن التعليم يُعد أداة المجتمع الناجعة واللينة والطيعة لخلق أفراد أسوياء، قادرين على تحقيق الأمن للمجتمع بمعناه العميق والشامل، وتمثيل ثقافته، والمحافظة عليها وتطويرها، وذلك بما يمتلكه التعليم من آليات تمد النشء بالقدرة على الإبداع والابتكار والحوار والتخطيط للمستقبل. من هنا يرى الكاتب أن رفع شعار التعليم أولًا، ونحن نخطط لمستقبل بلادنا، ليس فيه أي مبالغة.

هنا يقول الكاتب إن الزعيم الفرنسى شارل ديجول قدم في العصر الحديث، درسًا بليغًا حين سأل عقب إبلاغه بأن الألمان قد دمروا بلاده وتركوها خرابًا: ما حال الجامعة والقضاء؟ وحين أُجيب: بخير، وقف وقال في ثقة: إذًا سنكون قادرين على إعادة بناء فرنسا. ومثله سأل مهاتير محمد حين تولى الحكم: أليس في ماليزيا ألف مهندس بارع؟ قالوا: بلى، فقال في ثقة أشد: بهم سأبنى بلادى. هنا أيضًا يذكر عمار أن هناك تجربة الاقتصادى البنجالى العظيم محمد يونس حائز جائزة نوبل، الذي سعى إلى توظيف علمه، كونه أستاذًا جامعيًّا، في خدمة بلاده، فأنشأ «بنك الفقراء» وهنا قال: في عام 1974 بدأت أرهب إلقاء محاضراتى على الطلاب، فما جدوى النظريات الاقتصادية المعقدة التي أقوم بتدريسها في الوقت الذي تقضى فيه المجاعة على الناس فوق الأرصفة والطرقات التي تجاور قاعة محاضراتى؟. ما يؤكده عمار هو أنه لا أمل في تقدم أو نهضة بينما مدارسنا ومعاهدنا وجامعاتنا ترزح تحت نيّر مناهج تعليمية متخلفة، يُلقنها معلمون لم يحصّلوا من العلم والمعرفة إلا نزرًا يسيرًا.

عمار الذي ينصح بالتفريق بين التعليم والتعاليم، يدعو إلى تعليم مدنى عصرى لا يضع أمام العلم والمعرفة أي قيود. ومتابعًا لكثير من الفعاليات استطاع أن يضع يده على عشرة عيوب في التفكير ذاكرًا منها الأدلجة، ندرة الأفكار الخلاقة، الركود، الشفاهية، إساءة فهم ما قيل، الانحراف عن الجوهر، الاستعراض، الشكاية، التناقض، والثرثرة. الكاتب يرى أن هذه العيوب هي دليل على الوضع الصعب الذي آل إليه تعليمنا. في جامعاته وجوامعه يكتب عمار على حسن عن الأمية المنهجية، عن النظام التعليمى المريض، عن التعليم الأزهرى، عن كلية القمة الحقيقية، عن منهج تعليم دينى يواجه الغلو والتطرف، عن كوابيس الامتحانات وقوة العلم وعن مدرسة اسمها الأم. وفى سياق حديثه عن التعليم الدينى، يعدد الكاتب عيوب الخطاب السائد في مضمونه وأسلوبه ومنها المبالغة، الصخب، الحدة، النفعية، التقليدية، المحافظة، التأزم، التلفيق، الإطلاقية والإقصاء. بينما يرى أن هناك ثلاثة مسارات يتم السير فيها لإصلاح التعليم الدينى الرسمى وهى إصلاح المؤسسات من أعلى، الإصلاح الذاتى، المساعدة الخارجية. مؤكدًا أن أي عملية ناجحة تنطلق من نقطة مركزية صلبة متوافق عليها وتستند إلى إطار محكم، وهو ما ينقص الحديث الدائر في أغلب البلدان العربية والإسلامية عن إصلاح التعليم الدينى.

هنا أيضًا يرى الكاتب أن الأزمة الحقيقية هي الهروب من المسؤولية حيال ما هو مطلوب بالفعل، والمطلوب هو إصلاح دينى يجعلنا نمتلك خطابًا دينيًّا جديدًا، وليس مجرد الاكتفاء بالحديث عن تجديد الخطاب الدينى، الذي لا يتعدى طلاءً جديدًا لجدار قديم متهالك. كما يكتب عمار هنا عن دور الأزهر جامعًا وجامعة وعن دوره المنتظر منه وعن التعليم الدينى ورعاية الأخلاق، كما يرى أنه ليس من الإنصاف وليس من العلم ولا الحكمة تحميل التعليم وحده مسؤولية التطرف الدينى الذي ينزلق إلى الإرهاب، ولا ينبغى المبالغة في تحميل المدرسة عبء المهمة بمجملها، فالميول المتطرفة ليست نتاج عامل واحد وعلاجها ليس سهلاً.

نهاية.. هذا كتاب مهم للغاية لمن يهتمون بقضية التعليم، ولمن يريدون إصلاح حال المجتمع وتقدم البلاد ونهضتها.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية