انطلقت احتجاجات حاشدة، الثلاثاء، في العاصمة بغداد، والعديد من المحافظات الجنوبية في مسيرة دعا منظمو المظاهرات أن تكون مليونية، ضد الفساد ورفضا لحكومة رئيس الوزراء المكلف محمد توفيق علاوي، قبل أن يجتمع البرلمان العراقى، غدا، الخميس، للتصويت على منحها الثقة، رغم تزايد الرفض الشعبى والحزبى لها.
وتوافد محتجون من محافظات وسط وجنوب العراق إلى ساحات الاعتصام في بغداد، للتأكيد على تلبية المطالب، قبل توجه البرلمان للتصويت على منح الثقة لحكومة علاوى، وجدد المحتجون في تظاهرتهم التي احتضنتها ساحة التحرير مطالبهم وعلى رأسها: رفض رئيس الحكومة المكلف، واختيار بديل مستقل، من خارج الأحزاب التي مرت على العراق منذ 2003، وحتى الآن. وحمل المتظاهرون الذين توافد الكثير منهم من محافظات وسط وجنوب العراق، تلبية للنداء الذي حشدوا فيه عبر مواقع التواصل الاجتماعى خلال الأيام الماضية، إلى مليونية، الثلاثاء، لافتات بمطالبهم، وأهمها المصادقة على قانون الانتخابات الجديد، تمهيدا لتغيير شامل في العملية السياسية الحالية.
وفى المقابل، دعا زعيم التيار الصدرى في العراق، مقتدى الصدر، أنصاره للتراجع عن الخروج في مظاهرات حاشدة كان قد دعا لها للضغط على البرلمان لتحديد جلسة للتصويت على منح الثقة للحكومة. وكان مقررا أن يجتمع البرلمان اليوم. وأرجع الصدر سبب تراجعه عن دعوات التظاهر إلى خوفه على صحة المواطنين، وقال في رسالة عبر تطبيق «تلجرام»: «دعوت لمظاهرات مليونية واعتصامات ضد المحاصصة، واليوم أنهاكم عنها من أجل صحتكم وحياتكم، فهى أهم عندى من أي شىء».
وكان رئيس البرلمان، محمد الحلبوسي، الذي ينتمى إلى تكتل «تحالف القوى» السنى، رفض تحديد موعد الجلسة التي دعا علاوى ورئيس الوزراء المستقيل، عادل عبدالمهدى، إلى عقدها، غدا، مؤكداً أنه بحسب القانون، يجب على رئيس الحكومة أن يسلم رئاسة مجلس النواب أسماء الوزراء وخطة الوزارة، قبل تحديد موعد الجلسة.
وجدد «تحالف القوى»، الثلاثاء، موقفه الرافض لتكليف علاوى، وأعلن أنه لن يحضر الجلسة، ويعترض التحالف، خصوصاً على تسمية وزراء من المكون السنى دون مشاورة القوى السنية، كما أكد رئيس تكتل «دولة القانون» نورى المالكى، رفضه لحكومة علاوى، وأعلن وزير الخارجية العراقية الأسبق، إياد علاوى، ابن عم رئيس الوزراء المكلف، أن التدخلات الخارجية هي التي أتت بالحكومة التي لم تولد رسمياً حتى الآن. ورغم اعتراض الأكراد على تسمية علاوى فقد أبقوا مسألة مشاركتهم بجلسة الثقة من عدمها حتى اللحظة الأخيرة. ودعا اجتماع الكتل الكردستانية ورئاسة إقليم كردستان، الثلاثاء، إلى الحوار قبل جلسة التصويت على الحكومة.